: آخر تحديث

أرجو لسوريا الخير

8
6
6

عبدالعزيز التميمي

عرفتُ سوريا العربية المتقدمة قبل السفر إليها ورأيتها على الطبيعة عبر كتاب قديم اسمه (يا مال الشام) للأديبة السورية الراحلة سهام الترجمان، 1932 -2023 الذي كانت طبعته الأولى عام 1969 والطبعة الثانية عام 1978.

هذا الكتاب التي تقارب صفحاته الأربعمئة من القطع المتوسط بلغة عربية متميزة، أفردَت فيه الراحلة، رحمها الله، مفردات شامية بدأت من الألف إلى الياء في الحياة اليومية الدمشقية، فلا أبالغ إن قلت إنها بدأت من باب البيت الدمشقي منطلقة بسلسبيلٍ عذب مترقرق تشرح أيام الشام وحكاوي ذاك الزمن الجميل.

وعندما زرتُ سوريا للمرة الأولى كان ذاك الكتاب بمثابة المرشد السياحي الذي قرأته بل حفظته لدرجة أن الأصدقاء الذين عرفتهم في سوريا العربية لم يصدقوا أن زيارتي هذه هي الأولى.

عبر حروف هذا المقال أهدي هذا الدر النادر لفخامة السيد أحمد الشرع، رئيس الجمهورية السورية الذي يزور الكويت أخاً وشقيقاً بقدومه نسعد وبإقامته نفرح، راجياً الله عز وجل أن يلهمه الرشاد والحكمة ويحوفه بالبطانة الصالحة لينقل سوريا العزيزة الغالية من دهاليز الشقاء والعناء إلى ريضان الأمل والسعادة والهناء.

سوريا العربية اليوم تشتكي من جرح غائر في خاصرتها تسببت به مخالب الغدر الحاقد على أبناء هذا الوطن الذي ولد مع التاريخ. بلاد خير ومحبة وسلام، فكم من شاعر عربي جادت قريحته بأعذب الأبيات وأنفس الكلمات ويكفيني أن أفخر بأن سوريا الحرة اليوم فيها ولد أبوالعلاء المعري، ومنها زحفت جيوش لا إله إلا الله لتحرير المسجد الأقصى، وامتد نور الإسلام إلى أقاصي الغرب وكانت وما زالت هي سلة الغذاء العربي رغم وعثاء ما مرّ عليها من زمن الجاهلية والتطرف والانحراف الطائفي البغيض.

سوريا اليوم تنهض بفضل دعم الأشقاء العرب لها وتعود إلى الحضن العربي والإسلامي والدولي مرتدية ثوب عُرسها وفرحتها التي أسعدتنا وأدخلت علينا البهجة والسرور يوم أعلن الشعب السوري الحبيب ميلاد فجر جديد وبدء البنيان يعلو والعمران يزدهر والشعب يتنفس النقاء، فألف مبروك لسوريا الغالية التي نتمنى ونرجو كلنا لها الخير والانتعاش وأن تعود لبنة صالحة في البناء العربي. ونحن في الكويت نرحب بفخامة الرئيس السوري الذي قدم أهلاً وسهلاً به والوفد المرافق له، إخوة أعزاء بين أهليهم ورحمهم وبلدهم الثاني الكويت.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد