خالد بن حمد المالك
في العيد يفترض أن تكون كل لمسة جميلة حاضرة، كل موقف جاذب لا ينبغي أن يغيب، فالأجواء تتجمَّل بهذا الحضور البهي، ومع الأعياد تُستحضر الصور التي تعبِّر عن جماليات الحياة الأسرية، بكل ما فيها من بذخ العواطف والحب الآسر.
* *
مناسبة العيد تخلق الفرص لإخراج المكنون عن هذا الحب والوئام والتقدير، وفي الأعياد تتبلور القيمة الحقيقية للإنسانية في تعاطفها وتوادها، وارتفاع سقف لغة التعبير عن صدق ذلك، وحرص كل منا عليه.
* *
ما يعنيه العيد، وما نستلهمه منه، أننا أمام فترة زمنية يؤطرها الحب، وفي دائرة تُبقي على العلاقات الحسنة وتحفظها من الزوال، وتالياً بما يجعلها إرثاً تقليدياً جميلاً ومطلوباً تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل.
* *
ولا شيء أروع من أن يأتي العيد، والإنسان يعيش بين الأحياء وفي كامل صحته ووعيه، ليكون العيد ممتعاً، وقد عاد وكل منا في أحسن أحواله، فلا منغصات، ولا كدر، لئلا يفوت العيد دون لحظة استمتاع، وينتهي من غير استثماره بما يُسعد كل منا ويُريحه.
* *
ليس هناك من ليس له تجارب مع كل عيد، تفاعلاً، وإنجازاً، محتفظاً بها في ذاكرته وفي صندوق الذكريات لديه، متمنياً أن يعود العيد ومعه كل ما يطيِّب الخاطر، ويؤنس القلب، ويبهج النفس.
* *
في هذا العيد، نتألم لما يجري في قطاع غزة، ونتأذى من المشاهد الدموية التي نراها، ومن أشلاء الأطفال الممزقة، ومن حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد مواطني غزة، وفي المقابل نسعد بسقوط نظام بشار الأسد، وبتحرير لبنان من سطوة ميليشيات حزب الله، ونتمنى انتهاء الأزمة في السودان وليبيا واليمن.
* *
في العيد هناك لحظات سارة، يقابلها مشاهد مؤلمة، لكنه العيد، نفرح بقدومه، ونستمتع بأجوائه الجميلة، ونتذكر آلام إخواننا في عدد من الدول العربية، ونحمد الله أننا في هذه البلاد نمر بطفرة من الإنجازات، ونعيش في أمن وأمان، فلا خوف ولا قلق، ونستقبل ضيوف بيت الله الحرام برحابة صدر ورعاية واهتمام بهم.
* *
ومع كل عيد يكون هناك التآخي، ونزع فتيل الخلافات، وزرع قيم التحاب، والتعبير بما يتوافق وينسجم ويتناغم مع القيمة الكبيرة لهذه المناسبة، وهي متطلبات اعتاد المسلمون أن تكون تجسيداً لتعاطيهم مع هذه المناسبة اللصيقة بحياتهم.
* *
كل عام وأنتم بأسعد حال، وبخير لا ينقطع، دامت أفراحكم، واستمر الأمن في ربوعكم، وحفظكم الباري من المصائب والمؤامرات، وأطماع الأعداء.. وأعاده الله علينا وعليكم باليمن والخيرات والبركات.