حمد الحمد
هناك أسلوب في الإدارة -ويقال إنه إنكليزي- أطلقت أنا عليه (اقضِ عليه قبل أن يقضي عليك)، وهو أسلوب غير أخلاقي، ويتمثل فيما لو أنك كمدير إدارة تم توظيف لديك شاب ذكي وطموح ويملك شخصية ويتعلم بسرعة، وتلاحظ أنه كل سنتين يطالب بالترقية ويتأهل لمنصب أعلى وهكذا، ولا يقف أمام طموحه شيء، ولكنك كمدير ترى أن هذا الشاب اللحوح والذكي والمزعج والذي يطالب بالترقية حتما بعد سنوات عدة سيأخذ منصبك وأنت ستخرج... هنا ماذا تعمل؟!
... هنا عليك استخدام أسلوب (اقضِ عليه) بمعنى شجعه على المطالبة بالترقية لمنصب أعلى وسلمه منصب مدير لمنصب هو غير مؤهل له، لأن هذا المركز يحتاج خبرات، وما أن يتسلم المنصب إلا ويقع في أخطاء فادحة، هنا وجه له إنذارات وبعدها اكتب به تقريراً أنه غير مناسب، واطلب إنهاء خدماته أو أن يستقيل.
... هنا تقضي عليه قبل أن يقضي عليك، ولا يتوقف الأمر عند هذا، حيث الشاب يترك الوظيفة ويصاب بالإحباط فلا يستطيع أن يحصل على منصب آخر في مكان مختلف بالدرجة ذاتها، كونه فشل، ولا هو يصعد إلى درجة أعلى، لهذا يصبح مستقبله الوظيفي ضبابياً!
ما ذكرت هو أسلوب خبيث وغير أخلاقي ولا ينصح به.
وأذكره فقط لتذكير الشباب المتعجلين إلى الترقي لأعلى المناصب بدون اكتساب الخبرات اللازمة حتى لا يقع أحد منهم في الفخ.
هذه الأيام يقال من أجل تخفيف الحمل على الهياكل الإدارية يتم اتخاذ إجراءات بنقل الموظف لجهات أخرى حيث يصله رسالة من «سهل» بأنه سينقل، وهنا يكون الأمر له ردة فعل سلبية... أين يذهب...؟
لهذا، يجب على كل موظف أو موظفة أن يضع في ذهنه كل الاحتمالات بالنقل إلى مراكز أخرى أو حتى التقاعد، إذا لم تضع في ذهنك كل الاحتمالات والمخارج والحلول حتما ستكون في مزاج ذهني هو ليس الأفضل.