موسى بهبهاني
دول العالم المتقدمة والمتحضرة تدعم حق الأمم والشعوب في السلام والأمان والحياة الكريمة.
تدعم السلام الدولي، و تعزّز حقوق الإنسان، ومكافحة العنصرية، ولا تسمح للحكام المستبدين بإطلاق أيديهم بقتل وإبادة الأبرياء. بل تُساند كل مَنْ يقف في وجه المعتدين، وتقوم بنشر الأخبار والتقارير الميدانية بشكل أوسع على وسائل الإعلام في كل بقعة من بقاع العالم بحكم دورها في تعزيز حقوق الإنسان، لاسيما عن طريق إسماع صوت الشعوب المقهورة التي تناضل ضد قوات الاحتلال.
أليست تلك جرائم حرب:
1-العدو الصهيوني المنتشي في وحشيته يقصف ويقتل الأبرياء على مدار الساعة ليلاً ونهاراً لإبادة وطمس ومسح شعب من الخارطة باستخدام شتى أنواع الأسلحة المحظورة.
2- الوحشية والقتل والإبادة والقصف والتدمير للمنازل السكنية، والمؤسسات المدنية، والحصار المفروض على غزة، ومنع دخول الوقود والسلع، وقطع الكهرباء والماء عن المنازل والمرافق الصحية؟
3-الهجمات المستمرة غير المتكافئة للاحتلال الصهيوني ضد المدنيين الآمنين في منازلهم؟
4-الحصار الطويل الأمد المفروض على غزة للأبرياء من الأطفال والمرضى والنساء يسبّب أزمات إنسانية وصحية مميتة؟
5-قصف المستشفيات واستهداف سيارات الإسعاف ونقص الأدوية تترتب عليه عواقب صحية خطيرة ؟
6-أليست الجرائم ضد الإنسانية مدانة دولياً؟ والمجازر ضد الأبرياء المدنيين في غزة أفعالاً مستهجنة؟
الازدواجية الغريبة المتناقضة:
بدافع الإنسانية والوقوف مع المظلومين والضعفاء، شارك عدد من الطلبة المبتعثين في الخارج بوقفة احتجاجية ضد الصهاينة القتلة، مطالبين بوقف المجازر الوحشية في إبادة الأبرياء.
الخبر إلى الآن من المسلمات، فكل إنسان سوي الفطرة يرفض الظلم والقتل، ناهيك عن مختلف الأديان والأعراف التي ترفض ذلك.
النتيجة:
إلغاء تأشيرات (الطلبة) الذين شاركوا في الوقفات التضامنية مع الفلسطينيين التي شهدتها الجامعات تنديداً بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني!
وترتب على ذلك ترحيل الطلبة وإعادتهم إلى أوطانهم!
فهذا الأمر غريب وغير مسبوق وهو مثير للقلق؟
الأمر بالفعل غريب؟
هل الدعوة لوقف سفك الدماء والدفاع عن حياة الإنسان جريمة لا تغتفر؟
هل المفترض أن نطبق أفواهنا ونسكت حتى عن قول كلمة الحق أمام القتلة السفاحين؟!
هل أصبح الفرد لم يعد معنياً بمعاناة الآخرين؟ فمجرد نطق الكلمة لوقف المجازر والقتل الجماعي تكون غير مقبولة من البعض... وقائلها في نظرهم إنسان فظ يتدخل في ما لا يعنيه؟!
لو افترضنا بأن هؤلاء (الطلبة) قد شاركوا في وقفات احتجاجية مع الطرف الآخر (الصهيوني) فهل سيتم اتخاذ الإجراء ذاته معهم؟!
نترك الإجابة للإخوة القُرّاء.
نتساءل ما أسباب تلك التناقضات والازدواجية في المعايير التي تنتهجها مَنْ تدعي الديمقراطية والحرية؟
اليوم، المشهد اختلف فتلك الدول التي تسّوق نفسها كرائدة للسلام ومنارة لحرية الرأي وراعية للدمقراطية ونصيرة لحقوق الإنسان والحيوان... نجدها في الواقع تتعامل بازدواجية وتناقض غريب مع القضية الفلسطينية!
الملفت للنظر بأن تلك الدول تستقبل مَنْ يطلق عليهم لقب (معارض) وتسمح لهم بانتقاد وتجريح قادتهم بحجة الحرية، إنما انتقاد العدو الصهيوني أمر مرفوض!
لا شك أن المأساة التي تشهدها غزة تتجاوز حدود الإنسانية، حيث لا تكتفي بجعل الضحايا يُعانون، بل تكشف أيضاً زيف الكثير من الشعارات التي تدّعي التضامن، إنها ليست فقط أزمة للشعب الفلسطيني، بل هي اختبار حقيقي لأخلاق العالم كله، وبالأخص المسلمين والعرب الذين تحمّلهم هذه الأحداث مسؤولية تاريخية كبرى.
ما يُؤلم أكثر هو تلك الشعارات التي كانت تحمل وعداً بالتضامن والإنسانية، لكنها تهاوت أمام هذا الواقع المرير، صرخات الأبرياء في غزة هي شاهد حي على هذا الفشل الجماعي، وعلى غياب الضمير الإنساني في لحظة يحتاج فيها أهل القطاع لكل صوت حر يقف بجانبهم.
مناشدة
نُناشد وزارة التعليم العالي الوقوف مع أبنائنا الطلبة لاستكمال دراستهم في الدول ذاتها عبر مكاتبها الثقافية، والتواصل المباشر مع الجامعات المقيدين فيها لضمان استمرارية تحصيلهم العلمي.
علماً بان حق التعليم مكفول قانونياً للجميع دون تمييز، ولا يحرم الطالب من التعليم لأنه يُعتبر حقاً مكفولاً، وهناك إجراءات لمحاسبة الدّول التي تمنع الحقّ في التّعليم أو حرمانه.
والخيار الثاني استكمال التعليم عن بُعد أون لاين.
والخيار الثالث الالتحاق بالجامعة في دولة أخرى لاستكمال تحصيلهم العلمي.
ختاماً،
( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ )
الإنسان قد يقع له شيء من الأقدار المؤلمة والمصائب الموجعة التي يكرهها فيصيبه الحزن والخوف على مستقبله ولكن تصديقاً للآية الكريمة تأتي له المنفعة من حيث لا يحتسب، فإن أُغلق عليكم باب ستُفتح لكم أبواب عدة، هذا ما وعدنا به الرحمن فلعلها خيرة.
أبناؤنا الطلبة لقد قمتم بعمل يحبه الله ورسوله والمؤمنون لقد وقفتم مع المظلومين مناشدين العالم أجمع بوقف قتل وإبادة الأطفال والنساء والمدنيين المسالمين العُزّل وهذا فخر لكم.
(كل عمل خير تبذله في الدنيا يُسجل لك ثوابه قبل الآخرة)
اللهم أحفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.