: آخر تحديث

مفارقة الفراغ

6
6
6

سهوب بغدادي

اصطلاحًا الفراغ من يَفْرَغ ويَفرُغ، فَراغًا وفُروغًا، من الخلو، فيقال فرَغ الإناءُ: خلا مما به. إن الفراغ كمفهوم يرتبط بالسلبية كدلالة أولية كالفراغ القاتل وفراغ الأيام، والفراغ العاطفي، ويقال كلام فارغ أي خالٍ من المعنى والفائدة والنفع، وتتعدد الأمثلة على الآنف ذكره والمدلول واحد إذ يحوم حول السلبية.

في المقابل، هناك فراغ إيجابي أو مؤدٍ إلى الأمور الإيجابية كالفراغ المؤدي إلى الإبداع أو كالذي أختبره الآن في هذه اللحظة كالفراغ المؤدي إلى دروب الإلهام لأسطر لكم هذه الكلمات، كذلك الفراغ والخلو من الهموم والأمراض الجسدية والأجمل خلو الشخص من الأمراض والأحمال النفسية «الروحية»، فالفراغ لا يعني الخواء على كل حال، بل يعني الخفة وانعدام الثقل وسقوطه عن الكاهل، في الوقت الذي يتساءل الشخص فيه عن ماهية الفراغ الذي يختبره في جنبات يومه أو حياته، مما يحتم عليه أن يقوم بالتفريق بين أنواعه وتأثيراته وانعكاساته، فيسأل الشخص نفسه هل ما أشعر به فراغ لحظي «وقتي» طال أم قصر كفترة الاستراحة في العمل أو العطلة؟ أم فراغ داخلي ينعكس علي وعلى محيطي من عائلة وأصدقاء وزملاء؟ ومن ثم محاولة وضع خطة لكل إطار بحسب الملائم له، بالتأكيد إن الشعور بالفراغ السلبي أمر صعب ومن منا لم يمر بتلك المشاعر؟ ما لم تكن مرتبطة بأمراض نفسية تستلزم التدخل الطبي، إلا أننا نتعلم وننمو ونتلافى الشعور بمعرفته مسبقًا والوعي بتبعاته وانعكاساته، والنأي بالنفس عنه.

«الحقيقة هي أن الفراغ يضخم غالبية الشعور، يضخم التعب، يضخم الألم، الفراغ هو العدو الحقيقي للإنسان، وأكاد أثق بأن الغارق بانشغالاته يكاد يكون متزناً بانفعالاته تجاه الحياة؛ لأنه ببساطة لا يمتلك الوقت لينجرف تجاه شعور أحمق».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد