حمد الحمد
أعظم سورة في القرآن هي «وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ» لهذا هناك مصطلح غربي هو (think tank) أو قد تكون بالعربي (خلية التفكير)، وفي القول الشعبي (من شاور ما خاب) بمعنى تناقش مع خلية تفكير موضوع ما وقد تتضح لك الصورة قبل أن تتخذ القرار.
أذكر في السبعينيات كنت أعمل في شركة نظامها إنكليزي، وكنت قد تخرجت في الجامعة من سنتين، إلا ومديرنا الأعلى يطلبنا أنا وزملائي ونجلس إلى طاولة اجتماع ويطرح علينا قضية تهم الموظفين، ويطلب من كل منا رأيه... وكيف الحل، وكنا محرجين لقلة خبرتنا، لكن كل واحد أدلى بدلوه والمدير يستمع، وانتهى الموضوع وخرجنا.
وفي مؤسسة أخرى كنا نحن كبار المديرين نناقش موضوعاً خاصاً بدورة تدريبية ووضعنا لها الحلول كافة باستثناء مسألة مهمة عجزنا أن نضع لها تصور وكان آخر الاجتماع، وكان معنا موظفة لا تتعدى خبرتها 3 سنوات، حتى قالت إنها تقترح كذا وكذا، فكان فعلاً اقتراحها هو الصائب، بينما عجزنا نحن الأكثر خبرة منها أن نصل لذلك الحل.
ما أعنيه أن الاستشارة مهمة سواءً في حياتك الشخصية أو حتى في عمل أو تجارة، ولكن أذكر حكاية طريفة؛ حيث روى لنا أبومحمد، رحمه الله، أنه كان يعمل مسؤولاً في وزارة الداخلية، وفي منتصف الستينات قررت الدولة حل مشكلة ازدياد حالات الطلاق بين الكويتيين بتشكيل لجنة، لهذا يقول إنه كان عضواً بتلك اللجنة مع آخرين من وزارات أخرى، يقال طال الاجتماع لكيف حل مشكلة الطلاق، يقول أبومحمد قلت للمجتمعين إن لديه الحل الشافي وهو منع الزواج، فإذا منعنا الزواج لن يكون هناك طلاق...! بمعنى ما دام هناك زواج، هناك طلاق، وانتهى اجتماعهم.
فعلاً المشورة وخلية التفكير مهمة قبل اتخاذ قرارات تهم البشر.