: آخر تحديث

الرياض واجهة العالم الحديث

6
7
5

عبدالله الزازان

الحديث عن الرياض، يجر بصورة طبيعية إلى الحديث عن الرجل الفذ سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي كان ولايزال وراء الرياض كما يعرفها العالم اليوم قائلًا: (لا أتخيل نفسي بعيدا عن مدينة الرياض حتى لو لم أكن موجودا فيها، فالرياض بالنسبة لي الوطن والتاريخ والماضي والحاضر والمستقبل والأمل). لقد جعل الملك سلمان بن عبد العزيز من الرياض، رواية ملهمة مقروءة من كل منصف، وكتابا أبيض منشورًا أمام كل عين، والمنارة التي تتجه إليها الأنظار، فجميل سلمان بن عبدالعزيز على الرياض لا يضاهيه أي جميل، فقد وضع - حفظه الله - المدينة في قالب فني وطراز هندسي فريد ولوحات ساحرة من الجمال، فكانت الحلم الجميل والعالم المشرق المتخيل والفن المعماري الذي تضاهي به مدن العالم الحديثة. يقول الكاتب الصحفي (أمير طاهري) في معرض حديثه عن مدينة الرياض والتي زارها قبل سنوات (لقد كانت الرياض تضاهي في روعتها وجمالها وأناقتها مدينة لوس أنجلوس المدينة الساحرة في ولاية كاليفورنيا). فالرياض تمثل اليوم المركز السياسي والاقتصادي والثقافي والحضاري، وتنفرد بمعالمها الفريدة وتنوعها الثقافي وتقدمها الحضري وحياتها المفعمة بالحيوية، وتتمتع بأفضل معالم الجذب الإنساني. مرت الرياض بتحولات ونقلات نوعية على مدار تاريخها، فغدت اليوم من أجمل مدن العالم وأسرعها تطورًا ومن أكثر المدن جاذبية على المستوى العالمي وتأثيرًا على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والحضاري والإنساني والإعلامي والرياضي. فمعجزة الرياض تحققت بفضل الدعم السخي الذي قدمه الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لها، فمنذ توليه إمارة منطقة الرياض حمل معه توجهًا مستقبليًا، فمنذ البداية وضع - حفظه الله - أنظاره على المدينة، وأظهر اهتمامه الشخصي، فبدأ مشروعه الكبير بتحويلها الى مدينة عصرية، عالمية تسبق مدن العالم الكبرى، فاختزل في سنوات قصيرة ما استغرقته المدن الكبرى من أزمنة طويلة، ولذلك فإن الذي صار ويصير للرياض، يكاد أن يكون غير ممكن إلا بوجود شخصية سلمان بن عبدالعزيز. واليوم تخرج الرياض إلى العالم، متحدثة بصوتها وصمتها وطعمها ولونها ورائحتها ونكهتها، متحدثة كيف تكون المدن رموزا لعوالم وأناس وأشخاص وأشياء ومعان وقيم. الآن بمقدورنا أن نقف على الروعة الكائنة في هذه المدينة الفاتنة، وفي المفردات الشعرية التي نقشها الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن على وجه الرياض والتي تضاهي أبيات الشاعر اليوت في وصف لندن حين قال: (آه ما أرق الرياض في الليالي الوضح والعتيم الصبح لاح لي وجه الرياض). قبل سنوات زار وفد طلابي من معهد ماريون بيري للقيادات الشابة في واشنطن مدينة الرياض، يقول جاكي روبنسون أحد مرافقي الوفد (ما إن وصلنا إلى الرياض حتى بدا كل شيء كأنه يبدأ من جديد، لقد أخذنا الإعجاب بالمدينة بمجرد نزولنا مطار الملك خالد الدولي). ويقول جرالد وايت وهو طالب في السنة الأولى في جامعة هوارد (لقد بدا المطار رائعًا كأنه قصر فخم). لورا هاوس إحدى الطالبات اللاتي شاركن في الزيارة اعترفت بأنها لم تكن تتوقع هذا القدر من التطور قبل زيارتها للرياض، تقول لورا (لم أكن أتوقع أن أجدها في مستوى مدن أمريكا، ولكن هذا هو الواقع وهذا شيء عظيم، كل ما في الولايات المتحدة موجود هنا). لقد حققت الرياض تمدنا وتقدمًا حضاريًا باهرًا، تجاوزت الواقع وركزت على ما يحدث بعده، وأحدثت نقلة نوعية أفسحت المجال للتقدم العلمي والتكنولوجي والحضاري لينقل المدينة في فترة قصيرة إلى آفاق القرن الواحد والعشرين، جميع المراقبين مجمعون على أن التوسع الذي تشهده الرياض، طفرة كبرى بكل المقاييس. واليوم يسجل التاريخ ملحمة الرياض الكبرى التي دارت عجلتها بكامل قوتها وتصاعدت في المدينة، والتي نقلت الرياض من المدينة التي تسعى إلى التطور إلى المدينة التي تصنع التطور. ولذلك فالحديث عن الرياض منعش وذا طعم مختلف، وهو حديث نتأمله في كلمات الشاعر الدكتور غازي القصيبي: (وحين تغيب الرياض أحدق في ناظريك قليلا.. وحين تغيبين أنت أطالع ليل الرياض الوديع.. فيبرق وجهك بين النجوم وفاتنة أنت مثل الرياض ترق ملامحها في المطر). واليوم يضع مهندس النهضة الحديثة الأمير محمد بن سلمان الرياض في واجهة العالم الحديث، فلم يحدث لمدينة في العالم أن شهدت تطورًا مذهلًا كالذي تشهده الرياض، أصبحت هذه المدينة الفاتنة تروق لأجيال القرن الواحد والعشرين، في الإمكانات والخيارات والفرص، حيث تعد الرياض اليوم أكبر قصة نجاح حدثت في القرن الواحد والعشرين. اليوم دخلت الرياض طورًا حضاريًا جديدًا مع أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر، ونائبه الأمير محمد بن عبد الرحمن حيث أحدثا نقلة نوعية على مستوى المدينة وقادا سلسلة من التحولات الكبرى في المدينة. ويضع أمين منطقة الرياض الأمير الدكتور فيصل بن عبد العزيز بن عياف الحاصل على درجة الدكتوراة في تخطيط وإدارة المدن من جامعة بيركلي الشهيرة، خطوط التطوير للمدينة بقطاعاتها المختلفة في البنية التحتية، والتنمية الشاملة، والتطوير الحضري والعمراني، وإدارة وتشغيل المشاريع، وذلك من خلال بناء جسور الشراكات المستدامة والمرحلية، وتكوين رؤية منفتحة ما بين أمانة منطقة الرياض والقطاع الخاص، لصناعة نهضة حضارية، حيث تمثل الشراكات، نقلات نوعية في المدينة، وضعت الرياض في مصاف المدن الكبرى.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد