وليد إبراهيم الأحمد
النائب الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي مايك ليفين، اختصر المشهد السياسي بعد تراجع دونالد ترامب، عن فرض رسومه الجمركية على معظم دول العالم لمدة 90 يوماً ومن ثم بلوغ مكاسب بورصة (وول ستريت) الأميركية 5 تريليونات دولار في 15 دقيقة، بالقول:
ترامب بعد فرض الرسوم الجمركية وهبوط سوق الأسهم قال لأنصاره هذه فرصة رائعة للشراء ثم تراجع عن تلك الرسوم، وبعد ساعات السوق يرتفع ليخسر المستثمرون من الطبقة الوسطى أموالهم التي باعوها خلال الفوضى والخوف من انحدار أكبر للأسهم، وهذا هو التلاعب بالسوق لمساعدة قاعدته على الربح... متسائلاً كيف لا يعتبر هذا تلاعباً بالأسواق؟!
قلناها لكم من قبل ونعيدها اليوم، ترامب، تاجر عقار و(استثماري - اقتصادي) يبحث عن مصلحته وأعوانه... نجح في كسب مليارات الدولارات حتى قبل أن يتقلد كرسي الرئاسة من خلال إطلاق عملته الرقمية بأيام متناسياً أنه قال في العام 2021، إبان رئاسته الأولى في مقابلة مع قناة (فوكس بزنس) إنه يرى أن (عملة البتكوين الرقمية المشفرة عملية احتيال قصد منها تهديد قوة الدولار الأميركي)!
الآن المعركة الاقتصادية واضحة بين الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة والصين، خاصة أن ترامب أعلن استمرار رفع الرسوم على الصين إلى 145 % وهو ما قابلته الأخيرة برفعها النسبة نفسها!
مشكلة الرئيس الأميركي أنه فقد ثقة الدول الحليفة والقريبة منه فانعدمت الثقة بسياساته، الأمر الذي سيجعل تلك الدول تفكر جدياً بتقليل الاعتماد على المنتج الأميركي والتركيز على (Made ln china).
الجانب الآخر الذي نود الإشارة إليه هنا حول سياسة ترامب أن العديد من وعوده التي كان يطلقها تبخرت مع الريح وأصبحت حبراً على ورق، كقرار زيادة الرسوم الجمركية الأخير من دون أن ننسى وعده إنهاء الحرب على غزة وما حدث أنه دعم وشجع إسرائيل على نقض الهدنة والاستمرار في آلة القتل والتدمير، وقوله إنه سيوقف الحرب الروسية - الأوكرانية في غضون أسبوعين على تسلمه السلطة وما حدث العكس!
باختصار ليس كل ما يقوله ترامب مدروساً أو (جد) بل الكثير من تصريحاته عبارة عن انفعالات لا يستطيع كبتها فيطلقها عبر وسائل الإعلام (من دون مكياج أو تشفير) وعندما تخرج وتسبب ضجة حول العالم تعود من حيث أتت!
ولعل البعض يتساءل بعد التراجع (الترامبي) عن فرض الرسوم الأخيرة... أين دور جمهور المستشارين في فريقه لمنع هذه التخبطات الاقتصادية في اتخاذ القرارات ثم التراجع عنها؟
الجواب: أي مستشار من فريقه يخرج عن دائرة تفكيره يجد نفسه خارج الملعب!
من هنا نقول للعالم أجمع إن في عهد ترامب سيكون القادم أصعب!
على الطاير:
• (غزة) تدمرت عن بكرة أبيها والعالم يتفرج... وإسرائيل تمادت إلى حد لا يطاق في عبثها في منطقة الشرق الأوسط بلا رادع... ومجلس الأمن أصبح برعاية الولايات المتحدة بلا أمن!
... حقيقة مرة !
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع، بإذن الله نلقاكم!
email:[email protected]
twitter: bomubarak1963