عبده الأسمري
خاض «وطيس» المهام بروح الوطني المخلص ودور المهني الهمام حتى حصد «نفيس» الإلهام فكان «الفارس» الوطني صاحب «الأنفاس» الطويلة في معترك التخطيط و»الممارس» المهني حائز «النفائس» الأصيلة في حراك التنفيذ..
أزال «أسوار» المناصب القيادية وحطم «عوائق» الفوارق الوظيفية بعد أن امتلأت نفسه بتواضع جم وزعه ببذخ أمام موظفيه وزملائه وتلامذته فأعاد «تدوير» المسؤولية في ثنايا التعامل بين الرئيس والمرؤوس.
امتلك توليفة مذهلة من الإخلاص والأمانة والكفاءة وفرت له «الألفة» الإنسانية التي وفرها بإتقان في مسارات حياته واتجاهاته مهامه حتى نال جميل السمعة وجمال الصيت وفق شواهد «الأثر» ومشاهد «التأثير».
إنه وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء الدكتور مطلب بن عبدالله النفيسة رحمه الله أحد أبرز رجال الدولة وصناع «الأنظمة» وخبراء «القانون» في الوطن
بوجه قصيمي مسكون بالوقار وملامح ودودة مزيجه من «البهاء والزهاء» وعينان تسطعان بنظرات «التروي» ولمحات «الفطنة» مع تقاسيم تتشابه مع أسرته الشهيرة وتأنق وطني يتعامد على «محيا» عامر بالنبل والفضل وكاريزما تتجلى وسطها «سمات الحنكة» وتتعالى فيها صفات «الحكمة» وشخصية ذات قيمة ومقام بحكم «التخصص» واحتكام «الاختصاص» مسكونة بطيب المعشر ولطيف القول وجميل الفعل ونبيل التواصل ولغة مزيجه ما بين «نجدية» عميقة في مجالس «القوم» ومعشر «الأقارب» وندية متعمقة على طاولات القرار ومنصات الأداء قوامها عبارات فصيحة ذات مكنون «قانوني» ومخزون «مهني» تتوارد منها معاني «التشريعات» وتتسطر فيها معالم «الأنظمة» وتزهو خلالها أسس «الترافع» وأصول «التنظيم» قضى النفيسة من عمره عقودا وهو يبني أصول «القانون» ويؤصل أركان «التشريع» ويوظف أهداف «النظام» مستشاراً وقيادياً وأكاديمياً ووزيراً ترسخت سيرته في مقامات «الكبار» واعتبارات «الاقتدار» كرجل دولة من «الطراز النادر».
ولد النفيسة في محافظة رياض الخبراء درة «القصيم» المشهورة بزف «المتميزين» إلى أعراس التنمية عام 1937 وتفتحت عيناه على «أب جواد» أشتهر بالكرم والسخاء والرأي أسبغ عليه بموجبات «النصح» وعزائم «التوجيه» وأم حنونة عطوفة أنارت طريقه بقناديل «الدعاء» ومشاعل «الحنان» وتكاملت في ذاكرته «الغضة» قيم الفلاح وهمم الكفاح في تلك «الحكايات» المتوارثة المحفوظة في صدور «الأولين» والمسجوعة بقيم «الطيبين».
ركض مع أقرانه صغيراً منخطفاً إلى «تراتيل» الفجر في مسجد قريته الصغيرة والذي كان «جامعة» أولى تعلم منها «سبل» الحسنى و»طرائق» التقى ومنجذباً إلى منهجيات التعاضد بين «الطيبين» في منازل الطين وتعتقت نفسه بأنفاس «الشتاء» في مواسم «الحصاد» بين حقول محافظته وتشربت روحه نفائس «السخاء» في مراسم السداد بين مجالس قومه فكبر وفي قلبه «رياحين» النشأة المكللة بحكايات «الذاكرة» البيضاء.
انجذب النفيسة صغيراً إلى «مكونات» البيئة المعرفية التي أحاطته من جهات أربع وتنوعت ما بين «الأسرة» و»العائلة» و»المدينة» و»الثقافة» فزرع أمنياته على أرض خصبة من «اليقين».
أنهى النفيسة تعليمه العام بتفوق وأكمل تعليمه الجامعي في جامعة القاهرة، حيث حصل على درجة البكالوريوس في القانون عام 1962، ولأنه مسكون بالعلا فقد أكمل دراساته العليا وحصل درجتي الماجستير والدكتوراه في القانون من جامعة هارفارد الأمريكية العريقة في الولايات المتحدة الأمريكية، ما بين 1971 - 1975.
عاد إلى أرض الوطن حاملاً في حقيبته لائحة القانون وفي يمناه تلويحة «الاعتبار» موجهاً بوصلة همته شطر «الوطن».
بدأ الدكتور مطلب النفيسة حياته العملية مستشاراً قانونياً في مجلس الوزراء عام 1962 ونظراً لتميزه وكفاءته فقد تم تعيينه عام 1975، رئيساً لهيئة الخبراء بمجلس الوزراء وقدم خلال مهمته جهوداً جبارة أسهمت في صياغة القوانين والتشريعات والأنظمة وفق توجهات «الدولة» ومواءمة ذلك مع الشرع والتطور.
وفي عام 1995 عُيّن وزيراً للدولة وعضواً في مجلس الوزراء وقدم «عطاءات» مميزة في كل «الاتجاهات» بواقع «الجودة» ووقع «الإجادة».. كما تقلّد منصب الأمين العام وعضو المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن منذ عام 2001، وأسهم بشكل كبير في توظيف أهداف قطاع النفط وتعين عضواً في المجلس الاقتصادي الأعلى، وعضواً في عدد من المجالس التنظيمية والاشرافية مثل مجلس الخدمة المدنية وعضو مجلس الخدمة العسكرية وغيرها كان فيها الاسم البارز والمؤثر في تلك المواقع بمشاهد «التأسيس» وشواهد «البناء»..
ظهر اسم النفيسة بشكل مؤثر وجوهري ومفصلي في إعداد ودراسة عددٍ من أهم الأنظمة في السعودية ومنها: النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الوزراء ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق والعديد من الأنظمة المالية والتجارية.
ووضع اللبنات الأساسية للعديد من التشريعات في عدة قطاعات مع دوره الكبير في ربط القوانين والأنظمة ومواءمتها لأهداف التنمية المستدامة واتجاهات المستقبل الطموح.
وفي المجال الأكاديمي عمل النفيسة في معهد الإدارة العامة وفي قسم القانون بجامعة الملك سعود وكانت له بصماته في العديد من القضايا المتعلقة بالحدود مع دول الجوار وله العديد من المؤلفات الفريدة.
حرص النفيسة على إتمام متطلبات «العمل» في كل المواقع التي عمل فيها وظل خلال حياته العملية «مثالاً» معرفياً على إعداد الموظفين وتأهيلهم وفق أجود برامج «التدريب» العالمي من أعرق الجامعات والمعاهد العالمية الأمر الذي جعل الكثير من «موظفيه» ينالون مناصب متنوعة وفق منهجيته وما تركه في أنفسهم من عمق مهني وما رسمه في دروبهم من تميز وظيفي.
انتقل النفيسة إلى رحمة الله في السابع والعشرين من شهر رمضان لهذا العام 1446 بعد أن أفنى عمره في خدمة وطنه كرجل دولة فريد صنع أسمه ورسخ مسيرته في صفحات «المسؤولية» بحقائق تنموية وأعمال قيادية وبصمات مهنية كان فيها عقل المرحلة ورمز التطوير وجوهر النماء.
وقد أصدر الديوان الملكي بيانا عن وفاته واصفاً الراحل بأنه من رجالات الدولة الذين خدموا دينهم ومليكهم وبلادهم بكل تفانٍ وإخلاص.
كان وجود مطلب النفيسة «مطلباً» من متطلبات «التنمية» عندما حضر موقعاً على «مرحلة حاسمة» وضع خلالها «قواعد» التشريع الأساسي «ثم راقب «عقارب الساعة» بصمت منتظراً ساعة «الصفر» موجهاً «نظراته» نحو زوايا منفرجة» من بعد النظر الذي وظف «الفرق» وصنع «الفارق» ليكتب أسمه على «تشريعات» فارقة ويضع توقيعه على «مشروعات» بارقة لاح صداها في «آفاق» الانفراد..
ابتعد «النفيسة» عن الفلاشات ونأى عن الأضواء مكتفياً بوقائع «الإنجاز» التي كانت عنواناً لحضوره وميداناً لتواجده ومضموناً لأفعاله وظل يحتفي بوطنيته الخالصة وروحه المخلصة بدواعي «الإخلاص» ومساعي «الأمانة».
مطلب عبدالله النفيسة.. رجل الدولة وعقل القانون والقيادي «النفيس» الذي أضاء دروب «التنمية» بملاحم «الفكر» واستحق في مواطن «الذكر» أسمى معاني «الشكر» وأعلى مقامات التعبير وعبارات التقدير واعتبارات التسطير.