عبد الله سليمان الطليان
يسودك شعور فيه شيء من الاستهجان الذي يصل إلى حد التقبيح تجده عند من فكره ناقص وثقافته سطحية فيها ترسب قبلي استعلائي بفعل البيئة التي يعيش فيها صاحب هذه الثقافة، التي تبقى محصورة في هذا الجانب، وهي قمة الطموح المخجل، وهذا يسري على الكثير الذي هو في هذه البيئة الحاضنة التي فيها ازدراء وتهكم واحتقار للغير، ولم يكن للتعليم أي أثر بسبب قوة هذه النظرة الدونية المنتنة، والتي تبقى معطلة للإنتاجية في كافة النواحي علمية ومهنية وثقافية وعطاء إنساني، والتي في حالة ترسيخها تصيب صاحبها مع الوقت بالكسل والخمول والجمود، (وتسيطر على العقل فكرة كيف تغذي الجسد) الذي تحوله أحياناً إلى إنسان هامشي غير فعَّال يكون عالة على بيئته، الشيء الذي يبعث على الاستغراب والتعجب أحياناً عندما تجد هذا الهامشي يصب النقد البذيء اللفظ أحياناً لغيره في عنجهية مقيتة.
وهذا بطبيعته ينتقل من الكبير إلى الصغير في حالة انغلاق البيئة في صرامة العادات والتقاليد، التي تعيق فتح العقل إلى آفاق علمية وثقافية تتفاعل مع محيطها في عطاء فكري راق يزيد العقل (علماً وحكمة) تنعكس على القول والفعل تعطي صاحبها قيمته الحقيقية في هذه الحياة. إن الإنسان الهامشي الذي يصب النقد وهو منغلق الفكر ومنطو ليس صاحب عطاء ولا مشاركة مفيدة لمن حوله أو مجتمعه، يجب عليه أن يخرج نفسه من هذا ويرتقى بعقله وفكره الذي سوف يعود عليه بالنفع له ومحيطه.
أخيراً.. إن حبس الإنسان الهامشي نفسه في دائرة التذمر والتشكي والتوجّع بشكل عميق ودائم مشجب تعلق عليه الأخطاء ومفر من الفشل والتقصير في العمل والبذل والعطاء الإنساني.
* (استعاذ ابن القيم من صحبة البطالين الذين يضيعون أوقاتهم فيما لا يفيد).