: آخر تحديث

سالفة قبل 140 سنة!

2
2
2

حمد الحمد

هذه السابقة تدل على أن مشاكل الدنيا لا تتغير، هذا شاب اسمه قسطنطين من عكا بفلسطين كتب في مذكراته عام 1885م، وكان في عهد الدولة العثمانية ، يقول عمه توفي وكان له أملاك وأولاده قصّر، لهذا عيّنت المحكمة خال الأولاد على تركة العم، ويقول الخال مهمل، راح وسلم تاجراً كبيراً بالسن مسؤولية إدارة الأموال، والتاجر كانت عينه على بنت العم الصبية الجميلة، وراح يقدم الهدايا لوالدتها بشرط أن يتزوج ابنتها، ووافقت زوجة عمه حيث لا حيل لها ولا قوة.

يقول قسطنطين، وفي يوم دخلتُ بيت عمي إلا ابنة عمي كأنها مهمومة، قلت لها (زواجك بعد أيام وغير فرحة؟) قالت (اطلب منك طلب) قلت (امري)، قالت (أريد أن تحضر لي قارورة بها سم، أريد أن أذبح نفسي لأني لا أريد هذا الزوج).

يقول قسطنطين، سألتها (هل لديك أحد آخر تريدين الزواج منه)، ردت (لا)، يقول قلت لها (هل توافقين على الزواج مني) وكان عمري 20 سنة، لم ترد والسكوت علامة الرضا.

يقول قسطنطين ذهبت لوالدتها وقلت (أنا سأتزوج بنت عمي) قالت (ما يجوز الكنيسة التي ننتمي لها لا توافق على زواج أبناء العمومة وفلان الفلاني عطيناه الموافقة، رديت (اتركي الأمر عليّ).

يقول قسطنطين ذهبت لذلك التاجر ووبّخته، وقلت له (إذا قربت بجانب بيت عمي أكسر رجليك وانسى الزواج)، ويقول، ولكن الكنيسة لم توافق على زواجي، لهذا حولت إلى كنيسة خوالي وانتهت السالفة بالزواج من بنت عمي الجميلة.

هذا ما كتبه قسطنطين سيقلي، لحدث مر عليه أكثر من قرن ونصف القرن، وقد نقلت ما كتب بأسلوبي من كتاب (من عكا الـ تكساس) ، وكتب الشاب الفلسطيني ما حدث بأسلوب وحوار كأنه سيناريو مسلسل رمضاني ، لهذا نقلته لكم بأسلوب مختصر لنعرف ان أحوال الدنيا هي هي!!، لكن الشاب آخر عمره هاجر لأميركا، وذاب هناك إلا أنه كتب مذكراته لتتحول إلى كتاب.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد