شؤون السياحة في الكويت تُدار من قبل قطاع السياحة التابع لوزارة الإعلام، وهذا القطاع هو المسؤول عن الترويج للمشاريع السياحية، حتى أنها لم تصبح هيئة مستقلة، كما الحال في الدول الأخرى، وأخص هنا بعض دول الخليج.
كما أن الكويت، حوفق ما نشر أخيراً، «فازت برئاسة اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط في المنظمة، مما يجعلها من صنّاع القرار على خريطة السياحة العالمية، وهي المرة الأولى في تاريخ المنظمة، التي تفوز فيها الكويت برئاسة اللجنة».
هل ما سبق يتناسب وحال السياحة في الكويت مقارنة بدول خليجية أخرى؟ بالتأكيد لا.
السياحة عندنا، للأسف، ما زالت متواضعة جداً في مدخولها، إذا ما تقرّر الاعتماد عليها كتنويع لمصادر الدخل القومي إلى جانب النفط.
دول مجاورة خليجية نجحت في جعل السياحة رافداً من روافد الدخل القومي لها، عن طريق فتح أبواب السياحة بكل أنواعها، وتطويع قوانينها وتشريعاتها بشكل يتناسب مع هذا الباب الجديد.
يُخطئ من يعتقد أن السياحة هي فقط طرب وغناء ورقص، السياحة أكبر من ذلك بكثير.
بالرغم من صغر حجم الكويت، فإنها تتمتع بمؤهلات يمكن أن تحوّل هذا القطاع إلى رافدٍ معين ومساعد.
أنا شخصياً لست مع السياحة المنفتحة في كل الاتجاهات، ومن دون هوية واضحة، بل مع سياحة ذات هوية واضحة في عنوانها، كالسياحة العائلية (كمثال)، خاصة مع دفء المجتمع الكويتي وخصوصيته، ودفء التواصل بالحياة الاجتماعية.
الآثار التاريخية التي يتم اكتشافها يوماً بعد يوم وقِدمِها، والتي يزيد تاريخها على تاريخ أهم الآثار الموجودة في دول أخرى، مشجعة في هذا الجانب، وجدير بأن تُضاف كرافد تراثي لهذه السياحة.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتحدّث عن السياحة في الكويت، وهذا هو حالنا.
لا بد من خريطة لهذا القطاع المهم.. تنسجم وتتسق مع الجانب السياسي للدولة.
لا شك بأن هناك قيوداً اجتماعية وثقافية، متمثلة ببعض القوانين، تحول دون تحقيق كل متطلبات السياحة، لكن البدء بتسهيل الحركة من وإلى الكويت، بشكل يحفظ أمنها وأمانها، وفي إطار قانوني، من شأنه المساهمة في جذب السياحة وتسهيلها.
من السهل جداً أن توضع خطة سياحية تتطوّر وتنمو عاماً بعد الآخر، تكون ذات ترابط ما بين عناصر السياحة، مثل المواصلات والفنادق أكثر انفتاحاً.
شهر فبراير مثلاً هو شهر الاحتفالات.. جميل أن تكون العروض السياحية فيه على شكل «باكيج»، يشمل: تذاكر السفر والمواصلات ووجبات غذائية، بالاتفاق مع بعض المطاعم، وزيارات لبعض الأماكن الترفيهية.
هذا نوع من أنواع التسويق السياحي، الذي لم تنجح الكويت للأسف فيه بالصورة المطلوبة والكافية على المستوى ليس العالمي، بل أيضاً على المستوى الخليجي.
هذا كله يتطلب توفير مقومات السياحة الناجحة، مثل المنتجعات والفنادق الفخمة والمنوعة.
أتمنّى مع افتتاح مطار الكويت الجديد، الذي تأخّر كثيراً لأسباب، أنا على يقين أن جزءاً كبيراً منها «بسبب بيروقراطية العمل»، أن تكون هناك خطط تسويقية بكل عناصرها، جاهزة لتطوير الجوانب العائلية والفنية والثقافية والتراثية، وإبراز الهوية الكويتية، كما حصل في بطولة الخليج الأخيرة في الكويت.
السياحة البيئية واستثمار الجزر الكويتية غاية بالأهمية، لتتحول هذه الجزر إلى وجهات طبيعية، تمارس فيها أنشطة كثيرة، كالتخييم والغوص وأنشطة البحر، وبعضها تتحوّل الى منتجعات صديقة للبيئة.
ما نحتاجه في الكويت أولاً: تحديد هوية السياحة، ثم التعاون مع شركات عالمية مرموقة لتسويقها خليجياً أولاً، ثم عربياً وعالمياً.
خصوصيتنا مطلوب الارتكاز عليها في نوع السياحة بالكويت، ولكن قبل كل شيء لا بد من انسجام أول فقرتين مع هذا الطموح.
إقبال الأحمد