: آخر تحديث

قطار سار بالزلفي سكة نحو الغد

3
1
2

توقيع عقد إنشاء محطة قطار "سار" في محافظة الزلفي يُعد إنجازًا وخطوة تمثل توجهًا استراتيجيًا نحو توسيع خارطة العدالة التنموية في المملكة، وفتح آفاق جديدة أمام المحافظات لتكون مراكز إنتاج لا أطراف استهلاك. وفي ظل رؤية 2030 التي تقوم على التوزيع المتوازن للبنية التحتية والخدمات، يصبح مثل هذا المشروع تجسيدًا حيًا لمفاهيم التخطيط الشامل والتنمية المستدامة.

العوائد الاقتصادية – القطار كأداة إنتاج لا مجرد وسيلة نقل
إنَّ قطار "سار" ليس وسيلة نقل فحسب، ولكنه رافعة اقتصادية تسهم في:

تحفيز الحركة التجارية داخل الزلفي وما جاورها عبر تسهيل الوصول للأسواق.

رفع كفاءة سلاسل الإمداد، ما ينعكس على انخفاض التكاليف اللوجستية، وهو ما يُعدّ أحد مؤشرات التنافسية الوطنية.

تعزيز النشاط العقاري في محيط المحطة وما حولها، مما يخلق فرص استثمار جديدة.

تمكين القوى العاملة المحلية من التنقل السريع والآمن بين المدن دون الحاجة للنقل الخاص المكلف.

وبمعنى آخر، فإن القطار يعيد تعريف "المسافة"، ويقلل "زمن الوصول"، وهو ما يُترجم مباشرة إلى قيمة اقتصادية مضافة.

العوائد الاجتماعية – من المركز إلى الأطراف والعكس صحيح 
التنمية هي إعادة توزيع الفرص ورفع جودة الحياة للمواطنين. ومن هذا المنطلق، فإن إنشاء محطة في الزلفي يعني:

ربط سكان الزلفي والمناطق المجاورة بالشبكة الوطنية للفرص التعليمية، الصحية، والخدمية.

تخفيف الضغط السكاني عن المدن الكبرى عبر تشجيع التوطين في المناطق الأقل كثافة.

تمكين المرأة وكبار السن والطلبة من التنقل بمرونة دون الاعتماد على النقل الخاص.

إنَّ هذا المشروع يُسهم في كسر مركزية التنمية ويفتح أفقًا جديدًا نحو "تنمية متكافئة" تعزز من الانتماء وتدفع نحو الاستقرار السكاني والاقتصادي.

الزلفي في قلب الخريطة اللوجستية الجديدة 
جاء اختيار مدينة الزلفي لما تمتاز به من بموقع استراتيجي يربط بين:

الرياض والقصيم، أي بين القلب الصناعي والإداري للمملكة ومراكز الإنتاج الزراعي.

قربها من محاور الطرق السريعة وشبكات الربط الحديثة.

وبالتالي، فإن دمج الزلفي ضمن شبكة "سار" سيُسهم في تحويلها إلى نقطة تجمع لوجستي جديدة، تدعم التوسع في النقل البري والتجاري، وربما مستقبلًا تُصبح منصة لربط شمال المملكة بجنوبها عبر محور وسط البلاد.

شكرٌ مستحق لقيادةٍ لا تتوقف عن البناء
في هذا المقام، نتقدم بخالص الدعاء والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – على ما يولونه من رعاية متواصلة للتنمية المتوازنة في كافة أرجاء الوطن.

كما نرفع الشكر والتقدير إلى:

سمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه على دعمهم المتواصل للمحافظات.

معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية، على تبنّيه لمشاريع النقل النوعي.

سعادة الدكتور رميح الرميح، الذي يُعد أحد رواد تطوير النقل الحديث.

سعادة المهندس بشار المالك الذي يولي اهتماماً كبيراً لمشاريع استدامة وتطوير السكك الحديدية في كافة مناطق المملكة .

الجمعية اللوجستية بمنطقة الرياض، وكل من ساهم في تحويل هذا المشروع من أمنية إلى واقع.

وفي الختام نؤكد أنها خطوة نحو الغد، وسكة نحو المستقبل...

إنَّ ما يحدث اليوم في الزلفي هو بداية سكة تنموية جديدة تعكس انتقال المملكة من مرحلة التخطيط إلى مرحلة الإنجاز الذكي، حيث تصبح كل محطة قطار رمزًا للتكامل، ومفتاحًا لاقتصاد أكثر انفتاحًا، ومجتمع أكثر توازنًا.

الحمد لله على ما أنعم، ونسأله سبحانه دوام الأمن، والنماء، والاستقرار والإزدهار لمملكتنا الغالية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.