عادل المرزوقي
يمثل التراث الشفهي جزءاً مهماً من الذاكرة الوطنية، وله قيمة عالية توازي الوثيقة المكتوبة، وأهميته تنبع من كونه لم يتم توثيقه خطياً، وإنما بقي حبيس الذاكرة الشعبية التي تحمل ملخصات وحكايات وقصصاً غنية تسرد تاريخ البلد وحضارته في حقب مختلفة، وهو ما يجعل التاريخ الشفوي مخزوناً وثائقياً وثقافياً مهماً، وهناك الكثير من الدول التي اهتمت بهذا الجانب، وأولت التاريخ الشفوي أهمية عالية، لما يحمله من تفاصيل وأحداث وروايات قد تختفي عن الوجود إن لم تتم كتابتها.
وها هي دبي المتطلعة نحو المستقبل، تمضي في خطواتها نحو توثيق تراثها الشفهي، وهو ما يتجلى في مبادرة «إرث دبي» التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، بهدف إحياء ذاكرة دبي التاريخية برصد وجمع وحفظ القصص والتجارب الحياتية التي تجسّد ملامح تطور دبي وحياة أهلها عبر الأجيال.
في دبي قصص وحكايات كثيرة تسرد كيف تحولت الإمارة إلى وجهة عالمية، وتوثيق إرثها وعاداتها وتقاليدها وذاكرتها الجمعية يأتي في إطار تعزيز الوعي المجتمعي، بأهمية التراث بوصفه عنصراً مهماً في تشكيل الهوية الوطنية، التي شكلت أساس نهضة الإمارة التي تحولت إلى نموذج عالمي، لتأتي «إرث دبي» بمقام خريطة طريق تضمن استمرار الإرث الثقافي في إلهام الأجيال القادمة.
وذلك عبر مشاركة أبناء المجتمع وإسهامهم في تقديم وتوثيق الروايات المنقولة عن الآباء والأجداد. وبلا شك فإن أهمية المبادرة تكمن في قدرتها على بناء سجل تاريخي جامع، قادر على تقديم إجابات شاملة عن تاريخ دبي وإنجازاتها وريادتها، وإسهامات أهلها في تطورها وتوثق تجاربهم وذكرياتهم التي شكلت ملامح نسيج دبي الثقافي والاجتماعي، كما تؤرشف حياة دبي القديمة، ما يبرز روح الإمارة الحقيقية وهويتها الإبداعية.
مسار:
«إرث دبي» تبرز روح الإمارة الحقيقية وهويتها الإبداعية.