: آخر تحديث

الكليجة من قلب القصيم

3
3
2

ناهد الأغا

قصة يرويها الطحين والتمر والهيل، بلمسات أيدي الأمهات الحانيات، تختبئ تفاصيل يومٍ دافئ في بيوت القصيم.

الكليجة ليست فقط طبقًا يُحضر، بل هي جزء من هوية وطقس من طقوس المحبة والتواصل وعطر يروي قصة مكانٍ لا يمحوه الزمن، تعد أيقونة الحلويات الشعبية في المنطقة؛ تكاد تتربع على عرش الحلويات في الثقافة السعودية... كما اختيرت طبقا مميزا ومشهورا لمنطقة القصيم.

تلك هي «الكليجة»... أقراص الحلوى الشعبية الشهية المحشوة بالتمر أو دبس التمر؛ وتعتبر حلوى جافة مما يسمح بتخزينها لفترات طويلة بطبيعة الحال؛ الأمر الذي يحفز على تصديرها محلياً ودولياً.

وتحضر الكليجة بحشوات مختلفة تبعاً لأذواق الناس وتفضيلات صانعها؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر... تحتوي حشوة أقراص الكليجة التمر؛ السكر؛ دبس التمر؛ القرفة؛ الهيل؛ الليمون الأسود المطحون؛ السمنة؛ الزنجبيل؛ الماء؛ والبهارات... وهناك أنواع للكليجة نذكر منها:

كليجة الدبس؛ معمول الكليجة؛ التوفي؛ وزيت الزيتون.

وتظل الكليجة متفوقة على جميع أصناف حلويات التمر من الأكلات الشعبية لمنطقة القصيم رغم كثرتها والتي نذكر منها: الحنيني؛ المحلا؛ والقشد.

وللكليجة في منطقة القصيم مهرجان خاص بها من كل عام... فهي تعتبر ضمن ثقافة الضيافة في معظم مهرجانات الأطباق الشعبية في المملكة وفي منطقة القصيم سنوياً.

حيث لكل أسرة من الأسر المنتجة في المهرجانات طريقتها ومجهودها في إعداد طبق الكليجة وتقديمها بطريقة مختلفة تتجلى فيها ثقافة كل عائلة تقوم بإعدادها.

ومن بين 295 مدينة حول العالم عام 2021م تم إدراج مدينة بريدة ضمن «شبكة اليونسكو للمدن المبدعة» وذلك لتميزها وإبداعها في مجال تقديم طبق الكليجة؛ ومن هذا المنطلق تعمل إمارة منطقة القصيم إلى تعزيز الاستثمارات المرتبطة بطبق الكليجة ودعمها وتقديم كل ما من شأنه من اهتمام ليكون لها الصدارة بين الحلويات وحضور عالمي بين الأطباق.

وفي عام 2024 م أعلنت هيئة فنون الطهي التابعة لوزارة الثقافة السعودية عن مبادرة تسمية الأطباق المناطقية لكل مناطق المملكة.

والمبادرة التي أطلقتها الهيئة تحت عنوان «روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق» في عام 2023 أعلنت «الجريش» طبقاً وطنياً للسعودية؛ كما أعلنت «المقشوش» الحلوى الوطنية للمملكة.

وعملت هيئة فنون الطهي على توسيع نطاق المبادرة فشملت مختلف مناطق المملكة حيث حددت طبقاً خاصاً لكل منطقة؛ وذلك احتفاء بتعدد أصناف فنون الطهي وتسليط الضوء على مختلف الأطباق لتعزيز حضورها في الحياة المعاصرة وما نتج عنه من أثر إيجابي على التنمية بغية الاستثمار الفعال لتلك الأطباق ومكوناتها؛ ومن ثم تداولها وتقديمها في مختلف المناسبات ومنافذ الضيافة للحضور المحلي والدولي.

وضمن هذه المبادرة الميمونة اختيرت «الكليجة» طبقاً مميزا لمنطقة القصيم وهذا الاختيار جعل لها مكانة في ثقافة الطهي والضيافة السعودية في جميع مدن المملكة، هي إرثٌ عتيق يُخبز بين أنامل الزمن، ويُخبئ في طياته حكايات الأجداد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد