: آخر تحديث

برّاج في البيت الأبيض

2
2
2

اعتاد أهل الكوكب الأزرق أن يكون في كل انتخابات رئاسية أميركية، مرشح ليبرالي، كما اعتاد أن يخسر دائماً. يثير المرشح «اليساري» حماسةَ النخب والمثقفين، ودعمَ نعوم تشومسكي، وتأييدَ جماعة «النيويوركر»، وفي النهاية يُهزم أمام أميركا المحافظة والتقليدية والرأسمالية حتى العظم.

لم يحدث من قبل أن منيت الليبرالية بهزيمة من هذا العيار. ولا سبق أن تجمع حول خصمها ومنافسها هذا العدد من أصحاب الثروات الأسطورية. لم يعد في إمكان أحد أن يجمع حاصل الأرقام التي في دائرة رئيس أميركا.

مسيرة عجيبة. رجل قادم من لا شيء، يحمل شهادة جامعية عادية في بلد الجامعات الكبرى، يستخدم لغة منفرة، يمشي متعالياً مثل أثرياء الحروب، يكره الثقافة و«إضاعة الوقت»، تحوطه الحكايات النسائية من الدرجة العاشرة، وتطارده الملاحقات القضائية من أدنى التهم.

يكسر كل التوقعات ويربح. يرمي «النيويورك تايمز» من النافذة ويطرد «الواشنطن بوست» من الشباك، ويستخف بالحركة النسائية.. ويضحك!

«ساعي البريد يقرع مرتين»، وبائع الأبراج يفوز مرتين. وبينما يبحث عنه «مباشر» المحكمة لكي يسلمه آخر استدعاء قضائي، يكون هو قد جلس على مكتبه في البيت الأبيض، واثقاً من أن العالم بأسره يقف على رؤوس أصابعه: ماذا سيفعل ترمب غداً؟ ماذا سوف يقول بعد غد؟ أين سوف ينشر السلام، وأي حرب ينهي غداً؟

كان الدونالد قد قال، بلغته وعلى طريقته، إنه إذا لم تعقد صفقة الرهائن قبل تنصيبه، فسوف يفتح أبواب الجحيم. مهلاً. مهلاً. لا داعي لذلك. الرجاء، فخامة الرئيس، ترك ذلك الباب مغلقاً. يكفي من الجحيم ما وصل إلينا من النوافذ.

عالم عجيب، عالم صاحب الأبراج. أول رئيس أميركي على هذه المودة مع الرئيس الروسي. أول رئيس على هذا العداء مع جميع رؤساء أميركا الأحياء. والعالم على رؤوس أصابعه يودع رئيساً ضعيفاً متهالكاً خاضعاً لعائلة ضعيفة أمام السلطة والمال. مسكينة المسز بايدن، حاولت كل شيء من أجل أن تمدد لنفسها سيدة أميركية أولى. لكن أميركا أعادت إيفانا ترمب. بالإجماع.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد