الصمت ليس ضعفًا كما قد يظن البعض، بل هو دليل على الحكمة والنضج.
من يصمت ويحسب حساب كل كلمة يتفوه بها، انسان قوي يملك السيطرة علي نفسه ويزن كلماته ومتى يقولها او يصمت عنها.
ومن أهم مميزات الصمت، أنه يحمي الإنسان من التعرض للمساءلة، ويساعده على تجنب الوقوع في أخطاء قد يستغلها الآخرون.
وما اكثر من يتربص للاخرين في حياتنا اليوم.. بانتظار اي زلة منهم، سواء في مجالسنا او صحافتنا او وسائل التواصل الاجتماعي، لاقتناص الفرص، واستخدامها بغرض تشويه الصورة او السمعة، بدوافع.. كحب الظهور او الغيرة او الكراهية النابعة من امراض نفسية.
يصبح من الضروري أن يحرص الإنسان على ضبط لسانه، فكلما قلّ الكلام، قلت فرص الزلّات، وقلت فرص إساءة الفهم، واستغلال ذلك بالوقت المناسب.
لم يحصل ان صُنف انسان كثير الكلام ( الا نادرا) بالحكمة والتريث والاتزان، فمن يتحدث بحكمة وهدوء يكسب احترام الآخرين ويُنظر له أنه شخص واعٍ ويكسب احترامهم، إن لم يكن بشكل مباشر فهو بالتأكيد بشكل غير مباشر.
وبالرغم من أن الصمت حكمة، إلا أن الصمت بمناسبة وغير مناسبة امر غير حميد، فهناك أوقات يحتاج الإنسان فيها للحديث وللدفاع عن نفسه أو التعبير عن أفكاره بوضوح. الا انه من المهم جدا الحديث في الموضوع المناسب والوقت المناسب وبالاسلوب المناسب، بما ينفع الموقف والقضية.. من دون اي مبالغات لا طائل منها.
من المهم جدا التفكير قبل الكلام، لأن ما يخرج من الفم لا يمكن اعادته للداخل مرة اخرى،
فالكلمة سلاح ذو حدين: إما أن ترفعك وتزيد من قيمتك، أو تكون سببًا في السقوط.
المتربصون كُثر، ولا يحمينا منهم اكثر من الصمت وفن الكلام القليل.
لذلك دائما مقولة ان السمكة التي لا تفتح فمها وتبقيه مغلقا، لن يصيدها احد، خير تعبير عن موضوعنا.
لذلك تحكم في ما تقوله قدر ما تستطيع، لان حولك الكثير ممن يتمنى أن يتصيد أخطاءك ويحقق نواياه المريضة فيك.
هناك اشخاص متميزون بكفاءاتهم ونشاطهم، الا انهم لا يعرفون كيف يُعبرون عما يريدون قوله، بسبب عدم الخبرة او العفوية الزائدة، مما يتسبب بوقوعهم بأخطاء غير مقصودة، يضخمها اصحاب النوايا السيئة والمتصيدون ويستخدمونها ضدهم بشكل قاس.
الحرص واجب، وعدم افتراض حسن النوايا دائما عند الاخرين بكل المناسبات امر مهم جدا.
إقبال الأحمد