عندما ترد كلمة المنتخب يرد إلى الذهن مباشرة أن المقصود هو المنتخب الوطني لكرة القدم، فالاسم أو المصطلح مرتبط بعلاقة عاطفية مع جمهور كرة القدم وعشاقها وهم كثر.
منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم له تاريخ حافل بالإنجازات ويتطلع دائما إلى إنجازات أفضل ويستطيع أن يحقق أكثر بما يتوفر لديه من إمكانات كفيلة بتحقيق طموحاته المستقبلية.
دعونا نحاول تطبيق ما يسمى بالتحليل الرباعي على منتخبنا الوطني لكرة القدم، وهو تحليل يشمل نقاط القوة، ونقاط الضعف، وفرص التقدم، وتحديات المستقبل.
البداية من نقاط القوة وفي مقدمتها مكانة المملكة وقوتها الاقتصادية والدعم الحكومي والشعبية القوية لكرة القدم في المملكة وعدد الأندية وعدد السكان والنسبة الأكبر لفئة الشباب، وجود وزارة للرياضة ودعم الأندية وتوفر الخدمات المساندة ومن أهمها توفر الملاعب والخدمات المساندة والمسابقات الكروية على مختلف المستويات، كل ذلك يعد من جوانب القوة.. ومن نقاط القوة أيضا استثمار الإنجازات السابقة ضمن برامج التدريب والتطوير والدعم المعنوي.
نقاط الضعف، والأفضل أن نسميها الجوانب التي تحتاج إلى تطوير، تتمثل في عدة نقاط منها معايير اختيار المدربين، اختيار المدرب يفترض أن يرتبط بالأهداف، هل الهدف بناء منتخب جديد أي مرحلة تأسيس للمستقبل، أم هي مرحلة يتوفر فيها منتخب جيد ويحتاج إلى قيادة فنية ونفسية؟، شهرة المدرب ونجوميته يجب ألا تكون هي المعيار الوحيد لاختيار المدرب، أحيانا ينجح الشاب الطموح في مجال التدريب أكثر من المخضرمين، اختيار المدربين وعقودهم مسألة تحتاج إلى مراجعة وتطوير، ومن الجوانب التي تحتاج إلى تطوير عملية اكتشاف المواهب الشابة وتطوير مواهبهم وفق برامج تدريبية مجربة في دول سبقتنا في هذا المجال. الملاحظات السابقة تقود التقييم نحو إدارة المنتخب أو الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهو تقييم يشتمل على تفاصيل كثيرة إدارية وفنية ورؤية واضحة تنطلق منها الخطط الاستراتيجية والتنفيذية، يجب على اتحاد القدم استثمار النقد البناء والبدء بنقد ذاتي صريح يستند إلى معيار تحقيق الأهداف.
استقطاب اللاعبين الأجانب المتميزين للمشاركة مع الأندية فكرة جيدة لتطوير الأداء، لكن عدد اللاعبين الأجانب يحتاج مراجعة حتى لا تكون مشاركتهم على حساب اللاعبين السعوديين.
في هذا التحليل لا يمكن إغفال الإعلام الرياضي فهو إحدى نقاط الضعف الواضحة بسبب أن النقد الرياضي لا يرتقي إلى المعايير الموضوعية، حين يطرح النقد الرياضي قضايا هامشية فهو لا يقوم بدور إيجابي يخدم تطوير المنتخب، وحين يبتعد بعض النقاد عن النقد البنّاء أو يتعاملون مع المنتخب تحت تأثير الميول للأندية فإن هذا النوع من الطرح يؤدي دورا سلبيا محبطا، من المهم التعامل مع المنتخب كفريق لا يعتمد على لاعب واحد، الدور الإعلامي مهم جدا في تعزيز العمل بروح الفريق المتناغم المكمل أفراده لبعض.
نستكمل التحليل بالجانب المتعلق بفرص التقدم وهي كثيرة من الناحية الإدارية والفنية، مراجعة وتقييم خطط العمل وفق أحدث المعايير، مراجعة وتقييم المسابقات المحلية، توسيع نطاق الاستفادة من اللاعبين من الأندية بكافة مستوياتها، استقطاب المدربين الوطنيين ووضع خطط وبرامج لتطوير أدائهم ومنحهم الثقة، مراجعة معايير استقطاب الكفاءات الإدارية التي تتولى إدارة المنتخب، مراجعة وتقييم سياسة المرحلة الإعدادية التي تسبق المنافسات الرسمية.
من حيث تحديات المستقبل ربما يكون أحدها تطور المنتخبات المنافسة، وتأثير عدد اللاعبين الأجانب على بروز مواهب سعودية جديدة، ومنها الاستعجال في تحقيق إنجازات دون تقييم شامل يحدد الإيجابيات والمعوقات السابقة الإدارية والفنية والإعلامية، ومنها مزيد من التركيز على المنتخبات الوطنية بدرجاتها المختلفة، ومنها التعامل مع المنتخب كمنظومة تنهض بعوامل مختلفة إدارية وفنية وإعلامية، وليس بحل سحري واحد يتمثل فقط في استقطاب مدرب مشهور، أهمية دور المدرب لا تعني أنه يملك كل الأوراق، فاللاعبون يقومون بالدور الأهم.