ناهد الأغا
سميت الأنماط السلوكية التي يقوم بها الإنسان بالعادات والتقاليد تتعلمها جماعة من جماعة سبقتها وقد وجدت منذ الأزل وانتشرت عن طريق التجاور والاختلاط فأصبحت ممارستها ثابتة ومتأصلة في المجتمعات وروجت للحفاظ عليها حيث عدت جزءا من قوانين الحياة التي يعيشها المجتمع.
فالعادات موروث ثقافي تعليمي يحافظ عليه المجتمع ولا يجوز المساس به أو تركه فهو عمود من أعمدة حضارة ذاك المجتمع أما التقاليد فهي الممارسات الاجتماعية التي يتبعها المجتمع بصفه عامة وتشمل القيم والمعتقدات والطقوس والتطورات الاجتماعية والاهتمام بكل ما يخص المجتمع لتثبيت الهوية وتجذيرها وتمازج الماضي مع الحاضر وعدم قطعها كونها موروثا من الأجداد إلى الأحفاد من أجل إعلان شأن عديد من القيم والمبادئ التي تميز مجتمع عن آخر. هذه الأنماط السلوكية التي حملت اسم العادات والتقاليد تنتشر في كل منطقة من مناطق العالم تعبر عن الأفكار والطباع والمثل والعقيدة مثل اللباس والطعام والزواج وإكرام الضيف واحترام الكبير وحل النزاعات وغيرها الكثير الكثير؛ وقد اتخذها البعض مقياسا للحضارة ورمزا من رموز التماسك الأسري والانتماء وتراث العائلة ويجب عدم التفريط بها لما لها من أهمية في تركيبة المجتمع؛ وأبرزها الأخلاق الصحيحة والسوية والشعور بمراقبة الله عز وجل والتقرب اليه واتباع قيم التسامح، وخير مجتمع تميز بعاداته وتقاليده التي سعى في الحفاظ عليها هو المجتمع السعودي الذي كان مثالا يحتذى في تجذير العلاقات والتقاليد وتأصيلها وتوجيه الأجيال على التمسك بها فهي منارة لهم تضيء سمعتهم الحسنة وأخلاقهم الكريمة التي لا أحد يضاهيها بين المجتمعات.
وإن تحدثنا عن عادات وتقاليد المجتمع السعودي حقا لا نفيهم حقهم لما يتميزون به من تأديتها إيمانا بها وجعلها قواعد حياتية وركائز أساسية كالأساسيات التي تبنى عليها البيوت؛ وأجمل ما يميزهم الحفاظ على اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطعام؛ فيأكلون باليد ويعتمدون على ما يفيد الجسم من الدجاج واللحم في كثير من الأطعمة، ومن العادات الجميلة في حل النزاعات التي تحدث بين القبائل يعقدون جلسات الصلح ويختارون أحد كبار الشيوخ ممن يمتاز بالحكمة والمعرفة فيتم طرح المشكلة أمامه ويعمل على حلها سلميا بإرضاء جميع الأطراف كذلك لللباس عادات متبعة في المجتمع السعودي، الرجال يلبسون الثوب الأنيق الأبيض المعروف بالثوب السعودي والشماغ والعقال أما المرأة السعودية فهي مميزة بارتدائها العباءة السوداء الباذخة الجمال لما لها من هيبة وأناقة، وبعضهن يرتدين العباءات الملونة ولا شك أنها تزيد الجمال جمالا؛ فالحشمة والأناقة والتميز عنوان المرأة السعودية.
كذلك لديهم عادة النهوض مبكرا لإيمانهم أن الصباح هو الوقت الوحيد الذي يتملكه الإنسان ليستخدم عمق التفكير وسلامة الجسد اللذين منحهما إياهما الباري عز وجل، وما أجمل تلك العادة الجميلة لديهم في استقبال الضيف وإكرامه، فهي ضمن مجمل العادات التي تندرج تحت مسمى الأخلاق الصحيحة والسليمة وتعد شرفا عظيما وفقا للتقاليد السعودية؛ ولا يمكن أن ننسى إحدى العادات المهمة والشهيرة في السعودية التي تمارس بشكل جماعي وهي (العرضة) السعودية وهي مجموعة من الرقصات الفلكلورية ولكل منطقة في السعودية طريقة معينة في تأديتها وتقام في المناسبات الوطنية.
كثيرة هي العادات والتقاليد التي تفوق بها المجتمع السعودي على باقي المجتمعات، فهي بالنسبة لهم ليست إشارة إلى الماضي فحسب بل تنتمي إلى مجتمع يؤمن بأنها وظيفة حيوية وإنسانية وموروث عظيم لا يتعارض مع التطور والتقدم بل هي تقوي أواصر الروابط الأسرية والاجتماعية في شتى المجالات.