: آخر تحديث

مغالطة الحل الوسط

5
3
3

سهوب بغدادي

نعم أم لا؟ مصيب أم مخطئ؟ أبيض أم أسود؟

قد نجد أنفسنا أحيانًا في موضع اتخاذ خيار ما، على وجه «إما أو»، فيما يتعلق ببعض المسائل الحياتية، وذلك شيء لابد منه في بعض الأمور البديهية واليومية، إلا أن أمورا أخرى قد تتطلب منك اتخاذ قرار لم تعهده سابقًا، كأن تأخذ طرفًا في نزاع قائم بين صديقين، أو كأن تدافع عن مبدأ دون الآخر، عندها، أي طرف من القطبين المتضادين ستتخذ؟ إن في هذه المواقف يتخذ بعضهم مبدأ «الحل الوسط» بهدف التوصل لحل مرضٍ لكلا الطرفين، وأخف وطأة عليهما، إلا أن الحل الوسط غالبًا لن يرضي الجميع باعتبار أنه ليس الخيار المطروح منذ البداية، فهناك مايعرف بمغالطة الحل الوسط، وهي من المغالطات المنطقية التي تؤكد على أن الحقيقة توجد في الحل الوسط بين موقفين متعارضين Middle ground fallacy، وتبين المغالطة أنك لن تجد الحل في الأبيض أو الأسود بل الرمادي! أي المنطقة المتوسطة للونين، الأمر الذي قد يشكل خيارًا خاطئًا بحد ذاته، إذ نطبق هذه المغالطة في جميع نواحي حياتنا مع الذات وغيرنا على حد سواء، إما مخافة العواقب التي تتجلى في خسارة أحد الأطراف، أو للتملص من مسؤولية الاختيار، كذلك قد تكون عادة ونمط تفكير بديهيا في عملية الاختيار واستراتيجية تقليدية عند حل النزاعات، بغض النظر عن تداعياتها على كل طرف وعليك تباعًا، قد تكون الخيارات المطروحة كلها خاطئة أو كلها صحيحة أو جزء منها جيد والجزء الآخر سيئ، بحسب الموقف والحالة والأشخاص والمعطيات، لذا يتحتم على الشخص أن يبحث في مدى صحة وملاءمة كل خيار مطروح وتداعياته؛ لكيلا يتسرع في الأمر ويقصي خيارات أخرى قد تكون جيدة في مواطن عديدة أخرى.

«الحياة عبارة عن اختيارات، وكل خيار تتخذه يصنعك» - جون سي ماكسويل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد