ماذا سيصيب ملف تزوير الجنسية وملاحقة المخالفين في كل مكان وبقوة وحزم، والذي يقع تحت إشرافه ومتابعته حالياً؟
كثيرون يصلّون بأن يمدّ الله في عمر وصحة سمو الامير وعمر الشيخ فهد اليوسف، وبزخم الدعم نفسه من القيادة العليا، حتى يتم تنظيف كل ملفات الفساد، التي بدأها وفتحها، بعد ان انتشرت رائحتها النتنة وأزكمت أنوف كل أهل الكويت.
أقول بكل صراحة: إن هناك هاجساً وتخوّفاً من عدم استمرارية قياديين حكوميين حازمين شجعان واضحين، لا يخافون لومة لائم في عملهم التصحيحي، إذا ما تغيّر التشكيل الحكومي لأي سبب كان.
إلا اننا كلنا نرى أن تحويل هذا الإنجاز الإصلاحي من «جهود شخصية» يقوم بها أفراد، إلى جهود كيانات لها استقلاليتها وحريتها، شرط أن يتولّى قيادتها عناصر ذوو إخلاص وطني عالٍ وكفاءة متميزة ونظافة يد وذمة. من المهم جداً أن يتم بدء العمل بتشكيل هيئات أو أجهزة متخصصة، تقوم بعمل هؤلاء الأشخاص الناجحين، أجهزة تتولّى كل ملفات الفساد بشكل صحي، لنضمن نحن الكويتيين استمرارية العمل فيها، حتى مع الغياب عن الحكومة للشخصيات، التي فتحتها وبدأت العمل بها بكل تميّز وإخلاص.
الشيخ فهد اليوسف أُشبّهه بـ«البلدوزر»، الذي مضى قدماً في تنظيف ساحة تُركت مهملة طويلاً، وعلى مرأى مسؤولين كُثر سنوات طويلة، ولم يُحرّك أحدهم ساكناً.
من المهم جداً أن يبدأ العمل في تشكيل كيانات كـ«هيئة للجنسية»، تضمن استمرار حملة تنظيف ملف الجنسية من كل ما طاله، أو قد يطوله من تزوير واستغفال واستغلال، مع أي تغييرات قد تحصل في القيادات العليا مستقبلاً. وكذلك الأمر في المجالات الأخرى، التي طالها العمل الجاد.
من الخطأ أن نعتمد على أشخاص وجدنا فيهم الفرج، لأن الظروف لا تسير دائماً وفق ما نريد ونتمنى. والاستعداد لكل الظروف، التي قد تفاجئنا، وقد تصدمنا، أمر في غاية الأهمية والضرورة، إذا ما أردنا أن تستمر ملفات تنظيف الفساد مفتوحة ومتسارعة ونشطة.
«لا دائم غير وجه الله تعالى»، مقولة يجب أن نضعها أمام أعيننا في كل عمل ناجح حلمنا به سنوات طويلة، وتحقق على يد أشخاص معينين، تولوا إدارة ملفات تنظيف الفساد في جوانب مختلفة في الكويت بكل شجاعة واقتدار وتحمُّل لكل ردود الفعل التي طالت شخوصهم.
أتمنى وبكل صدق أن يتم البدء فعلياً بتشكيل كيانات مخلصة وشجاعة، تواصل العمل بنفس النفس الوطني والإصرار والإقدام.
حتى نكون ناجحين، علينا أن نضع نصب أعيننا جميع الاحتمالات، التي قد نواجهها مستقبلاً، لنعرف كيف نتعامل مع ظروفها، ونكون قادرين على تجاوز كل المتغيرات السلبية، التي قد نواجهها في جوانب من حياتنا السياسية مستقبلاً.
لست متشائمة، ولكن لأنني غاية في التفاؤل، فأنا أضع الخطط بناءً على أسوأ الأحوال وليس أفضلها.
إقبال الأحمد