: آخر تحديث

التغيير يبدأ من نفسك

8
9
7

عثمان بن حمد أباالخيل

رحلة التغيير رحلة ليست كغيرها من الرحلات، رحلة التغيير تبدأ بقناعتنا أن نغير وضعنا، ونقرر الخروج من حالة نعيشها بالفعل إلى وضع آخر يبعث الثقة بالنفس التي هي بؤرة التغيير.

رحلة التغيير تعني تعديلات على التصرفات والسلوكيات الخاطئة لتحسينها، رحلة التغيير على الإنسان أن يعرف مواطن ضعفه وقوته فهي مهمة جداً حتى تعرف كيف تقاوم العقبات الخارجية التي تتعرض لها، فمحيطك الخارجي الممتلئ بالكثير من الأهل والأصدقاء والمجتمع والأفكار السلبية والمعتقدات والظروف الداخلية والخارجية كلها لها تأثير كبير.

رحلة التغيير تبدأ من النفس أن التغيير عندما يأتي من داخل الإنسان يستطيع أن يغير ما حوله ويؤثر فيه تأثيرًا عظيمًا، أما إذا أصر على انتظار التغيير من الخارج فسيبقى طويلًا في محطة الانتظار وما أكثر الذين ينتظرون. يقول «تولستوي»: «الجميع يفكر في تغيير العالم، لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه»، وأكد «مهاتما غاندي» نفس الفكرة بقوله: (كن أنت التغيير الذى تحب أن تراه في العالم) ولقد أخبرنا الله في كتابه الكريم بأن التغيير يبدأ من داخل الإنسان ، من نفسه أولاً ، قال : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) سورة: الرعد: آية 11. إن الله سبحانه يغير حال الإنسان من الفقر إلى حال الغنى، وييسر الأرزاق إذا غيّر الناس ما بأنفسهم، ثقوا فيما عند الله، وابتعدوا عن الحرام، واسعوا إلى طلب الحلال، يرزقهم إذا حققوا التقوى والتوكل.

إن من أكثر العوامل المؤثرة في النفس بشكل إيجابي هو التجديد بدواعي التغيير للأفضل، ومن منا لا يتوق للأفضل في حياته إلا أن التحدي الأكبر أمام أي إنسان يسعى إلى التغيير يكمن في مدى القدرة للسيطرة على المخاوف من المجهول. المجهول لا يعلمه إلا الله وعلينا أن نبدد خوفنا بذكر الله لكي تطمئن قلوبنا، قال تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ألا بذكر اللَّه تطمئن القلوب)، (الرعد: 28). للأسف هناك شريحة من الناس تتباهى بما أعطاها الله متناسية أولئك الذين هم بحاجة إلى مد يد العون والمساعدة، إنه تباهٍ وكفر بالنعم، وإذا لم يشكروا فإن الله يسلبها منهم، والشكر يُزيد (إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، (سورة ابراهيم الآية 7).

بعض وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في تغيير نفوس بعض البشر من الأحسن إلى الأسواء، إنها توجه القلوب إلى الطرق السيئة التي نهايتها ضياع النفس وتشتتها، إنها تدعو إلى التنمر ونشر الشائعات ووجهات النظر غير الواقعية عن حياة الآخرين.

دعوة صادقة للإنسان المتردد في مقولة التغيير يبدأ من نفسك غيِّر من طريقة تفكيرك، كيف ستكون معاملتك مع نفسك، احرص على أن تكون واضحة كالشمس في كبد السماء، متلألئة كالنجوم.

همسة: لا تغيِّر من نفسك من أجل الآخرين حين تكون في قمة الهرم الإنساني.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد