: آخر تحديث

الوظيفة ليست نهراً دائماً

17
19
18

معظم الناس في مختلف أرجاء العالم، يعتمدون على الوظيفة والعمل، الذي من خلاله يتلقون الدخل المادي الشهري، وبواسطته يتم الصرف على الغذاء والدواء والملبس والمسكن، وإذا فكرنا جيداً، فإن الاحتياجات البشرية في تزايد وفي تنوع، بينما الدخل الشهري من منفذ واحد فقط، وهي الوظيفة، ولو قدر وتوقف هذا المنفذ، وتم الاستغناء عن هذا الموظف، لأي سبب من الأسباب، فإن جميع تلك الاحتياجات ستتوقف، والبعض منها كما هو معروف ضروري، لاستمرار الحياة، فالغذاء يحتاج إلى المال، والملبس يحتاج إلى المال، والمسكن يحتاج إلى المال، والدواء يحتاج إلى المال، وكل ذلك لن يتم إلا وفق العمل. وعندما لا تجد عملاً، تكون المشكلة كبيرة وبالغة. أتحدث عن مجتمعات كثيرة من مختلف أرجاء العالم، تنتهي حياة البعض بمجرد توقفه عن العمل، لأي سبب من الأسباب.والغريب بحق، أنه توجد استكانة فعلية للوظيفة، وكأنها منوّم يجعلنا لا نفكر في عمق المشكلة، والأهم أن البعض من الناس، يتصرف وكأن هذه الوظيفة استحقاق، وجانب حتمي، ولا يفكر بالغد، ولا بظروف المستقبل، وتغيرات الحياة، فالشركة التي تعمل فيها، قد تتكبد خسائر بسبب سياساتها الخاطئة، أو بسبب عدم قراءتها الصحيحة لتقلبات الأسواق، وهي أخطاء لا دخل لك فيها، ولا يدَ لك فيها، لا من قريب ولا من بعيد، ومع هذا قد تفقد عملك، وشاهدنا في مختلف أرجاء العالم، شركات تنهار وتسبّب خلفها مئات المئات من العمال الذين خسروا وظائفهم. ومع هذا فإنهم قلة من يكون لديهم وعي بمستقبل الوظيفة، ومن يفهم الآلية الحقيقية. وهؤلاء القلة تجدهم ذوي تفكير نازع للتطور ولديهم شغف بالمعرفة، ومشغولين بالبحث عن فرص استثمارية مضمونة، لأنهم يعلمون أن الوظيفة ذات دخل ثابت حتى ولو تم زيادة مرتبك بعد عدة سنوات، فإن هذه الزيادة تكون قليلة وليست في مستوى السنوات التي أمضيتها في بيئة العمل. هذه الفئة من الموظفين، تجدهم ينوعون في مصادر دخلهم، ويستثمرون جزءاً من دخلهم الشهري في أصول متنوعة سواء في الأسهم، أو العقارات، أو السندات، أو شراء الذهب أو نحوها من الاستثمارات، المعروفة. وهناك من تجده يسعى لإنشاء مشروع صغير ويطوره بشكل تدريجي، أو يقوم بأعمال جانبية سواء في التجارة الإلكترونية، أو حتى تقديم استشارات، وفق مهاراته، وعلمه، وخبراته.أعتقد أنه من الأهمية، التفكير خارج الصندوق، وعدم الاستسلام لما تعطينا الوظيفة شهرياً، فهي ليست نهراً جارياً...www.shaimaalmarzooqi.com


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد