: آخر تحديث

(لكن) السلبية و(لكن) الإيجابية

18
13
11

الطرق جميلة (لكن) بعض السائقين يخالفون أنظمة المرور، الأنفاق جميلة لكن بعضها يحتاج إلى تقوية الإنارة مثل الأنفاق في طريق الملك عبدالله.

التقنية رائعة لكن المبالغة في استخدامها لا تخلو من السلبيات وفي مقدمتها البطالة، الرد الآلي جميل لكن بعض الأجهزة والشركات تحول هذا الرد إلى محاضرة، الحدائق العامة جميلة ومتاحة للجميع لكن تعامل بعض مرتاديها مع النفايات بطريقة غير حضارية تتطلب فرض قوانين صارمة إذا كانت التوعية لا تؤدي إلى نتيجة، لوحات التوقف في تقاطعات الشوارع قد تكون موجودة في بعض التقاطعات لكن قلة من السائقين يحترمونها، كرة القدم رياضة جميلة حولها إعلام الأندية إلى منافسة خارج الملعب لكنها منافسة بلا قوانين ولا ضوابط بمبرر توفير الإثارة لكنها إثارة شعارها التشكيك وتوجيه الاتهامات والخضوع لنظرية المؤامرة، التعاقد مع مدربين متميزين لفرق كرة القدم مطلب لكل فريق ولكن لماذا المبالغة في التعويض عن إنهاء العقد؟!، المطبات الصناعية ضرورية في بعض الشوارع لكن المبالغة في انتشارها غير منطقي.

إذا كان استخدام (لكن) يأخذ مسارين، مسار سلبي محبط، ومسار إيجابي، فهل تصنف الأمثلة السابقة في خانة السلبية أم خانة الإيجابية؟ ارتبطت (لكن) في أذهان الناس بالإحباط، فهل هي كذلك في كل الأحوال؟ إذا قلت عن إنسان إنه كريم لكنه كرم يصل حد الإسراف، فهل هذا ثناء أم هجاء، أم هو تقدير لسلوك يحتاج إلى تقويم؟ إذا وصفت مشروعاً بأنه جميل ثم قلت لكن ينقصه مواقف للسيارات، فهل هذه الـ(لكن) سلبية أم إيجابية؟

يمكن وصف (لكن) بأنها مزعجة لأنها لا تجامل، تفرض نفسها لتقول شيئاً إيجابياً مثل طرح الاقتراحات المفيدة، وأحياناً تعترض طريق النجاح بوضع العراقيل المحبطة.

ولهذا يمكن القول إن (لكن) قد تكون هي الحل وأحياناً تكون هي المشكلة ولكل حالة ظروفها، وبمعنى آخر فإن (لكن) ليست دائماً، سلبية ومن يقال عنهم أصحاب (لكن) ليسوا دائماً من هواة الإحباط، و(لكن) ليست دائماً تقول كلاماً مناقضاً لما قبلها وإنما تقوم بدور الإضافة، ولعل الأمثلة السالفة تكون مجالاً لتقييم (لكن) قبل إصدار الحكم عليها بتهمة السلبية أو تهمة الإحباط.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد