«يوم عهد الاتحاد» في الإمارات، هو مسيرة وحكاية وطن، تجسد عز وفخر ووحدة شعب وطننا الغالي، وقيم الولاء والانتماء للقادة المؤسسين، فهو مناسبة وطنية مهمة تضاف إلى سجل مناسباتنا الحافل، نستذكر فيها بفخر كافة الإنجازات والتطورات التي حققتها دولة الإمارات في شتى المجالات.. بفضل إخلاص وعزيمة المؤسسين الأوائل، في صناعة مستقبل وحاضر دولة الإمارات العربية المتحدة.
إن إعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الاحتفال ب«يوم عهد الاتحاد» في 18 يوليو من كل عام، واعتماده مناسبة وطنية، يرسخ القيمة المهمة والكبيرة التي يمثلها، ذلك التاريخ في نفوس جميع أبناء هذا الوطن الغالي، لاسيما لمن عاصروا قيام دولة الاتحاد، وشهدوا وتابعوا الاجتماع الذي عقد بحضور القادة المؤسسين.
في ذلك التاريخ قبل 53 عاماً، بدأت الخطوات الحقيقية لقيام هذه الدولة على يد الآباء المؤسسين حكام الإمارات السبع بالتوقيع على «وثيقة الاتحاد» ودستور الإمارات، ليساهموا معاً سوياً يداً بيد في إرساء دعائم هذه الدولة في الأرض، وليزيدوها برفقة أبنائهم الذين ساروا على نهجهم الإنجاز تلو الآخر، محولين دولة الإمارات إلى درّة على جبين الأيام، ووطناً يتطلع إليه العالم بأسره.
إن تنمية الحس الوطني في نفوس أبنائنا، شكّل على الدوام أولوية رئيسية لدينا، ومبدأ لا يمكن الحياد عنه، فالانتماء والالتفاف حول الوطن هو العنوان العريض لتقدم الأوطان وتطورها وازدهارها، وما احتفاء ال 18 من يوليو.. إلا لتجسيد تلك المشاعر بين أبناء الإمارات، وفرصة لتعزيز أواصر المحبة والوحدة.
كما أنه مناسبة نرسل من خلالها رسالة واحدة، أننا لسنا إمارات، نحن دولة الإمارات العربية المتحدة، دستور الاتحاد هو أساس وحدتنا واتحاد قلوبنا، وهو مصدر فخرنا، نجدد العهد على خدمته ورفعته وبذل الغالي والنفيس.. بل وأرواحنا من أجله.
وفي الختام فإن القرارات التي وقعت في اجتماع ال 18 من يوليو 1971 من قبل حكام الإمارات السبع، ليست مجرد سطور دونت وكتبت على ورق.. بل هي رموز حفرت بأحرف من نور في سجل البشرية، تعيش في نفوس ووجدان كل مواطن إماراتي، هو يوم تتجسد فيه أسمى صور التقدير الحقيقي، لاتحاد إماراتنا والجهود المباركة التي بذلها الآباء المؤسسون لقيام الاتحاد الذي يعد إحدى أنجح التجارب الوحدوية على مستوى العالم.