"فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ"
منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- حظيت خدمة الحرمين الشريفين بأولوية قصوى. هذا الاهتمام الكبير تمثل في التحسين المستمر للبنية التحتية والخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين. وزارة الحج والعمرة في المملكة تعد من أهم الوزارات التي تعمل على تقديم خدمات متكاملة تهدف إلى تسهيل أداء الشعائر وتعزيز تجربة ضيوف الرحمن.
ومنذ عام 2019، بدأت الوزارة في تطوير نظام التأشيرات الإلكترونية، مما يتيح للحجاج والمعتمرين الحصول على تأشيراتهم بطرق سهلة وسريعة عبر الإنترنت. هذه الخطوة قللت من الإجراءات الورقية وسرّعت من عملية إصدار التأشيرات. في عام 2020، قدمت الوزارة نظامًا للمفاضلة بين حملات الحج، مما يتيح للحجاج اختيار الحملات الأنسب من حيث الخدمات والأسعار، ويشجع التنافس بين الحملات لتقديم أفضل الخدمات بأسعار معقولة.
تتطلع الوزارة إلى خلق رحلة روحانية خالدة تتجاوز تطلعات ضيوف الرحمن، وتهدف إلى استضافة أكبر عدد من المسلمين لأداء شعيرتي الحج والعمرة. وتعتمد في تحقيق ذلك على تقديم حلول رقمية مبتكرة، وبناء منظومة مستدامة ومتنافسة مع الشركاء. تضع الوزارة ضيوف الرحمن في صميم اهتماماتها، حيث تحرص على فهم احتياجاتهم ودراسة سلوكياتهم. كما تعمل على حماية حقوقهم من الاستغلال والتلاعب، وتشرف على الخدمات المقدمة لهم لضمان جودتها.
تهدف الوزارة إلى الارتقاء بمنظومة القطاع الخاص وخلق بيئة تنافسية تضمن توفير أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين. كما توجه الوزارة القطاع الثالث لتعظيم الاستفادة من قدرات التمويل والأصول والتطوع.
شهدت المملكة زيادة مستمرة في عدد الحجاج والمعتمرين بفضل التوسعات والخدمات المقدمة. حتى مع جائحة كورونا عام 2020، تم تقليل عدد الحجاج بشكل كبير لحماية صحتهم وسلامتهم. في عام 2021، استمر تقليص العدد لأسباب صحية، حيث بلغ العدد حوالي 60,000 حاج. في عام 2022، بدأ العدد في الزيادة مع تخفيف القيود الصحية، حيث وصل إلى حوالي 899,353 حاجا. أما في عام 2023، عاد العدد ليقترب من الأعداد المعتادة قبل الجائحة، حيث بلغ حوالي 1,845,045 حاجا. وفي عام 2024، من المتوقع أن يصل العدد إلى حوالي 2 مليون حاج.
من خلال هذه الجهود، تواصل وزارة الحج والعمرة تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، مما يساهم في تحقيق رحلة روحانية وتقديم تجربة تفوق التوقعات، وتعزيز دور المملكة كوجهة مميزة لأداء شعيرتي الحج والعمرة. كل ذلك يأتي بإضافة واهتمام خاص من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإشراف مباشر من ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظهم الله.
إن الاهتمام الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإشراف ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز يعد دليلاً على الحرص المتواصل على تحسين وتطوير خدمات الحرمين الشريفين. هذا الاهتمام يعكس رؤية القيادة السعودية نحو تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وضمان تجربة روحانية مميزة تتماشى مع تطلعاتهم. إن الجهود المستمرة لتعزيز البنية التحتية، وتطوير التقنيات الحديثة في إدارة الحشود، وتوفير خدمات متكاملة تضمن سلامة وراحة الحجاج والمعتمرين، كلها تأتي في إطار رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كوجهة إسلامية رائدة.
الاهتمام الخاص من القيادة السعودية يتمثل أيضًا في المتابعة الدقيقة والمباشرة لمشاريع التوسعة والتحسين في الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى التأكيد على تقديم أفضل الخدمات الصحية والأمنية لضيوف الرحمن. هذا الاهتمام الشامل والمتكامل يعكس التزام المملكة بتوفير بيئة آمنة ومريحة للحجاج والمعتمرين، وضمان أن تكون رحلتهم لأداء المناسك تجربة لا تُنسى تتسم باليسر والسكينة.
تسعى وزارة الحج والعمرة إلى مواصلة الابتكار في تقديم الخدمات، وتبني أحدث التقنيات لتسهيل إجراءات الحج والعمرة، مما يضمن تحقيق رضا ضيوف الرحمن وتلبية احتياجاتهم المتنوعة. إن الاهتمام المستمر من القيادة السعودية يعزز من قدرة الوزارة على تنفيذ مشاريعها الطموحة، ويضمن استمرار تحسين جودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، مما يسهم في تعزيز سمعة المملكة كمركز روحي وخدمي للمسلمين في جميع أنحاء العالم.
من خلال هذه الجهود المتواصلة، تستمر وزارة الحج والعمرة في تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، بما يحقق رؤية القيادة السعودية في تقديم تجربة روحانية خالدة تتجاوز التوقعات، وتعزز دور المملكة كوجهة مميزة لأداء شعيرتي الحج والعمرة.