: آخر تحديث

القراءة

8
7
10

- من قراءات بحر هذا الأسبوع، قرأت جملتين في اعترافات جان جاك روسو عن السيف، يقول: «السيف يُتْلِفُ غِمدَه..»، ويقول إنه قرأ عبارة منقوشة على غمد سيف فحواها «يضرب ولا يقتل» أو «يجرح ولا يقتل».

***

- قرأت أيضاً كتابة منقوشة على خنجر للشاعر رسول حمزاتوف تقول: «الخنجر الراقد دائماً في غمده يصدأ، والفارس الرّاقد دائماً في بيته يترهّل».

***

- حتى القلم، إذا لم تملأه بالحبر، ولم تكتب به على صفحة أو على رقعة، فإنه ينشف، ولن يعود صالحاً للخط ولا للخطّاط.

***

- أحياناً، الحب مثل القلم والسيف..

***

- وضع المفكر والباحث والفيلسوف الفرنسي بول ريكور كتاباً معقداً بعنوان «الذّات عَيْنُها كآخر» نقله إلى العربية جورج زيناتي ومع صعوبة الكتاب، فإنك ستجد ما هو سهل وممتنع وممتع عن اللغة، وضمائر اللغة، والجسد، والأسماء، والشك، والكذب، والصداقة والألم. شبكة أشبه بالمتاهة يسوّيها هذا الأستاذ الجامعي السوربوني (نسبة إلى جامعة السوربون) كما لو كان يبني شبكة عنكبوت، ولكن من خيوط الحرير.

***

- يقول بول ريكور: «على المرء أن يكون صديق نفسه كي يكون صديق الآخر».

***

- يرى ريكور أيضاً أن القارئ هو المؤلف الثاني للنصّ، وأنه شريك المؤلف في النصّ، ويتوجب دائماً إقامة جسر بين عالم النصّ، وعالم القارئ.

***

- ولكن، هل أي قارئ، أو كل قارئ يرقى لأن يكون شريكاً للمؤلف؟؟ لا بالطبع، ولا حتى هناك ما هو نسبي في هذه المعادلة، فالقارئ الشريك إذا كانت خزانته المعرفية أكبر من خزانة المؤلف، عندها، هو شريك، وهو صديق أيضاً، بالمعنى الذي ذكره ريكور.

***

- بعيداً عن المصطلحات الصوفية ورمزياتها ودلالاتها الفكرية والعرفانية، ذهبت إلى ما هو شعري عند إدريس شاه، يقول: «القناة لا ترتوي لكنها تحمل الماء على العطشى»، ويقول في مكان آخر: «النحلة تمتص الرحيق من كثير من الزهور من دون أن تتحوّل إلى زهرة»، غير أنه يتساءل فجأة في مكان غير صوفي بالمرة قائلاً: «ماذا نفعل بالقمر حين يشيخ؟». لا شيء، ننتظر قليلاً حين يتحوّل إلى هلال.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد