: آخر تحديث

تلفزيون الشارقة.. المنصّة الثقافية

8
7
8

في رمضان، وفي كل الشهور، وعلى مدار دوراته البرامجية، يمثل تلفزيون الشارقة منصّة ثقافية إماراتية، عربية، كما هو مرئي ومسموع وَمُتَابَع في العالم باحترام وبخصوصية مُشاهِدْ يطمئن تماماً إلى دخول وسيلة إعلام بهذه الشخصية الصحفية والثقافية إلى بيته؛ لأنه يجد في هذه القناة المسؤولية المعرفية والأخلاقية، ويجد فيها مادة إعلام توازني مثقف، وطني الهوية، وإنساني الرؤية، ويتوجه في خطابه المهني إلى العقل والرّوح والقلب بلغة نظيفة هادئة مشدودة بكلّيتها إلى روح اللغة العربية.

أُصغي بإكبار واحترام عميقين إلى المرأة العربية المسلمة المقيمة في أوروبا أو في أمريكا وهي تسأل عمّا يصون هوية أبنائها وعائلتها العربية الإسلامية، وأعرف عن المكان الإماراتي، وذاكرة البلاد ومفردات وعلامات هذه الذاكرة في الأدب والشعر والفنون، من خلال برامج متخصصة عالية المهنية من الناحية الفنية، غنية بالفكر والمعرفة، ومشغولة بجماليات شعبية تذكّر المشاهد بأصوله ومرجعياته وجذوره المكانية والثقافية والنفسية.

لا مبالغات، ولا تغريب ولا صخب على شاشة تلفزيون الشارقة، بل ثمة سعي عملي إداري، فني وتطبيقي بانتظام نحو الدقة والحرفية والتجديد الموضوعي المتدرّج من رؤية إعلامية ثقافية إلى رؤية أخرى مكمّلة لها، ودائماً في الإطار العام لشخصية التلفزيون وكينونته الإعلامية والثقافية.

تلفزيون الشارقة رافد عملي ومركزي من روافد مشروع الشارقة الثقافي، ويكفي هنا فقط استعادة الورشة الإعلامية الكبرى التي يديرها التلفزيون في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، وفي تلك المناسبة السنوية العزيزة، يعرف المشاهد كيف يصل فريق العمل التلفزيوني الليل بالنهار في عمل ميداني يلتقي في أهميته مع حجم معرض الكتاب.

برامج المسابقات الرمضانية ذات النكهة الإماراتية التراثية والشعبية، وبرامج التثقيف والمعلومات والقراءات والأرشيفات وعروض المسرح، وتحديداً عروض أيام الشارقة المسرحية، والبرامج الحوارية مع مسرحيين وتشكيليين وشعراء وروائيين ونقّاد وناشرين وفائزين بجوائز أدبية من مؤسسات ثقافية إماراتية.. كل ذلك، وإضافة إليه الكثير من الحياة الثقافية الإماراتية والعربية، نشاهده مهنياً وحياً ومكتمل الصورة على تلفزيون الشارقة بنفس رؤية هذه المؤسسة الإعلامية العريقة في الإمارات، وبنفس المهنية المتجددة.

لا أخترع أفكاراً من عندي، ولا أبالغ، بل ألتقط كلمة حق وكلمة حقيقة بشأن مؤسسة قامت أصلاً على الحق وعلى الحقيقة، وحين ترى وتسمع العالم وأنت بين عائلتك هنا في الشارقة، فأنت في الوقت نفسه أمين على ثقافة المكان، وما هو في قلبك، هو على لسانك.. هكذا تعلّمنا من مشروع الشارقة الثقافي.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد