في جلسة نسائية جمعت عدة أمهات، كان الموضوع المثار للنقاش والحديث، عن احتراف كرة القدم، وهل لها مستقبل؟ والحقيقة أن هذه الرياضة واحدة من أهم الرياضات في العالم، ولها جماهيرية وشعبية جارفة في مختلف المجتمعات، وممارسة كرة القدم، سواء أكانت هواية أو مهنة من خلال الاحتراف، قد تؤدي إلى الشهرة والانتشار، وتحقيق الرفاه المادي. كرة القدم فرصة كبيرة لكل رياضي موهوب، ودون شك أن اكتشاف الموهوب في هذا المجال يتم من خلال حصص الرياضة في المدارس.
لذا على معلمي الحصص الرياضية الاهتمام بهذا الجانب، وأيضاً على الأمهات والآباء التنبه عندما يرون أن لدى ابنهم هواية وشغفاً بكرة القدم، لأن مثل هذا الاهتمام قد يقود الموهوب نحو الالتحاق بأحد الأندية التي تتوفر فيها برامج تدريب ورعاية، وصقل موهبته وتنميتها، وفي نهاية المطاف سيلعب في أحد الدوريات المحترفة.
الحقيقة أن قرار التوجه لاحتراف كرة القدم شخصي يعود للشاب نفسه، وما على المحيطين به إلا تزويده بالمعلومات اللازمة التي تساعده على الاختيار والقرار المناسب.
من المعلومات المهمة التي يجب أن يكون الشاب على وعي بها، أن احتراف كرة القدم ليس تسلية، أو نزهة، أو مهمة سهلة، بل على العكس، يتطلب الالتزام والتدريب المستمر، وعدم السهر، والتقليل من المنبهات مثل القهوة ونحوها، وفي بعض الأوقات عدم شربها، للمحافظة على أوقات النوم والاستيقاظ.
رياضة كرة القدم تحتاج إلى التفاني والالتزام التام، والاستعداد للعمل المتعب، والتضحيات، لتحقيق المهارة والتحسن الدائم.
وعندما يكون الشاب على وعي بجميع تلك المتطلبات، ويقرر التوجه نحو الاحتراف في كرة القدم، يأتي دور الدعم العائلي والتشجيع، وهو دور مهم يجب أن تقدمه الأسرة لابنها، لأن من شأن هذا أن يدفع به نحو المزيد من الجهد، وأن يمنحه الراحة النفسية والاطمئنان.
إن كرة القدم رياضة متطورة، ولها مستقبل واعد، ومع أنها رياضة جماعية، إلا أن الموهوبين والمحترفين، والأكثر مهارة فيها، يحظون دائماً بالكثير من النجاحات، ويحققون منجزات كبيرة ولافتة خلال مشوارهم الرياضي. وقد يكون احتراف كرة القدم هو مستقبل الشاب، وهو المجال الذي يبدع فيه ويتطور. لذا اتخاذ قرار عدم المساح للابن بممارسة كرة القدم قد يكون محطماً له ولموهبته، خاصة أنه يمكن الجمع بين مواصلة التعليم الدراسي، وفي اللحظة نفسها التدرب ولعب كرة القدم.
www.shaimaalmarzooqi.com