نعم إنه كبير آسيا، منتخب قطر، بعد فوزه بلقب كأس آسيا للمرة الثانية في تاريخه، على المنتخب الأردني بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.
حيث استحق الإنجاز الكروي الكبير، وحافظ على لقبه الأول بعد أربع سنوات، ليؤكد أن هناك عملاً وخططاً، فما رأيناه في قطر، هو مشروع دولة للعبة كرة القدم، فليس غريباً أن تتوالى رسائل التهاني للدولة الفائزة، من قادة الدول الشقيقة، للإعراب عن فرحتها وتهنئتها بهذا الإنجاز المتميز، ونقلت كافة وسائل الإعلام رسائل التهاني والتبريكات للمنتخب القطري، وجميع اللاعبين، الذين قدموا أداء رائعاً وقتالياً طوال البطولة.
ولعل تهنئة قيادتنا الرشيدة لدولة قطر على الإنجاز الكبير، هو تأكيد على عمق العلاقة التاريخية بين البلدين، متمنين لهم بالنجاح والتوفيق دائماً، لما يخدم الكرة العربية عامة، والخليجية على وجه الخصوص، فقد كنت قريباً من الحدث، وشاهدت كيف نظم الأشقاء البطولة المُبهرة، لتأخذ مكانها كأفضل نسخة على الإطلاق في تاريخ جوهرة بطولات القارة الآسيوية، وإظهارها تصميماً وثباتاً وأداءً عالياً على امتداد 30 يوماً، فقد نجحت تنظيمياً وفنياً وإدارياً، وتساوى العمل حتى داخل المستطيل الأخضر، فالنجاح الفني لمنتخب قطر، الذي قاده لاعب مميز، أكرم عفيف.
فقد كان كريماً لأقصى درجة لوطنه، وحصل على لقب الهداف والأفضل، وقاد بلاده للقب، فليست مجاملة، فهي حقيقة واضحة، لمن شاهد وتابع الفريق منذ اليوم الأول، حتى ليلة البارحة، فلم يسبق للاعب في أي بطولة أقيمت من قبل أن سجل هاتريك من ضربات الجزاء، في سابقة هي الأولى من نوعها، حصل عليها بقرار الحكم ولجنة «الفار»، فكلها صحيحة، ليس هناك أدنى شك، أقولها بصراحة، قطر لم تنجح فقط في أن تكون على مستوى التوقعات، بل إنها تجاوزت كل ما كان يطمح فيه الاتحاد الآسيوي والدول المشاركة، فالأجواء المُميزة التي صنعتها الجماهير بالدوحة، بحضور أكثر من 1.5 مليون متفرج في الملاعب، على امتداد 51 مباراة، لتكون هذه النسخة من كأس آسيا، الأكثر مُتابعة على امتداد تاريخ البطولة، فألف مبروك للعنابي.