: آخر تحديث

فيينا تغفو عندما تتصل برلين

9
10
9
مواضيع ذات صلة

في ذاكرة الكثيرين لا يزال حاضراً حفل زواج وزيرة خارجية النمسا السابقة كارين كاسيل، الذي أقامته، فترة توليها منصبها، في قرية خارج العاصمة فيينا. لا شيء في طقوس الحفل البسيط على كل حال، يختلف عن حفلات الزواج الأخرى، لولا أمر واحد شديد الرمزية هو حضور الرئيس الروسي بوتين ذلك الحفل، حيث قدّم لها بطاقة زهور وسماور ولوحة وقرطاً، ويومها ركّز الإعلام على انحناءة الوزيرة أمام بوتين بعد أن رقصا معاً، حيث رأى هذا الإعلام، أو بعضه، أنه أمر غير مقبول منها مع زعيم مثير للجدل.

لم تبق كارين كاسيل في منصبها كثيراً، ولا علاقة لذلك بحفل زواجها وحضور بوتين له، وإنما بسبب انهيار الحكومة التي أصبحت عضواً فيها بترشيح من حزب الحرية اليميني المتطرف، التي لم تكن عضواً فيه بالمناسبة، وربما جرى اختيارها بسبب خبرتها في وزارة الخارجية، التي عملت فيها سنوات قبل ذلك، وإن كان هناك من يرى أن لحزب الحرية علاقات وثيقة مع «الكرملين»، ووقع اتفاقية تعاون مع حزب روسيا الموحدة الحاكم، فوجدها الشخصية المناسبة لتبوؤ المنصب. وحين تركت منصبها في العام 2019، شعرت بأنها باتت منبوذة وسط النخب السياسية والأكاديمية في بلادها، ما جعل من المتعذر استئناف حياتها المهنية لأنه كان يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها مقربة جداً من روسيا، فقررت الهجرة، حيث قصدت فرنسا أولاً، ثم استقرّ بها المقام في لبنان. نعم في لبنان على ما يعانيه من صعوبات.

هاهي كارين كاسيل تعود مجدداً كخبر لافت في وسائل الإعلام، ربما لأن مندوباً لشبكة «بي. بي. سي» قصدها في مستقرها الجديد، في مدينة سانت بطرسبورغ، ثاني أهم مدينة روسية بعد العاصمة موسكو، ومسقط رأس بوتين بالمناسبة، حيث أتتها للعمل والإقامة، لشعورها بأن الأبواب موصدة في وجهها في أوروبا.

كان مراسل الشبكة معنياً بإحراجها بالسؤال المتوقع: كيف تقيمين في روسيا التي تخوض حرباً ضد أوكرانيا، ورئيسها مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية؟

نظرت كاسيل إلى كلبها الذي أسمته «ونستون تشرشل» وقد بدأ الشخير، وهي ترد على المراسل: «لقد شعر بالملل من سؤالك المكرر، وقرر أن ينام»، قبل أن تذكر حكاية طريفة فحواها أن شخير «ونستون تشرشل» كاد أن يتسبب بأزمة دبلوماسية بين بلادها وألمانيا، عندما كانت وزيرة، حين أجرت محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الألماني السابق هايكو ماس، الذي كان يتحدث عبر مكبر الصوت وكان شخير «ونستون تشرشل» مسموعاً، «فسارعنا إلى إيقاظه حتى لا نثير غضب برلين، وإلا، فربما اعتقدوا أن فيينا تغفو عندما تتصل برلين».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد