هذا الأسبوع، أعلنت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية خطتها لإصدار ثلاث مجلات أكاديمية بالتعاون مع دار النشر العالمية المشهورة Brill. والمجلات هي: «مجلة الدراسات الإسلامية»، و«مجلة الفلسفة»، و«مجلة العربية التطبيقية». ومن المقرر أن يصدر من كل مجلةٍ عددان في العام، بدءًا بمطلع العام 2024.
تستهدف إدارة الجامعة من وراء هذه الإصدارات دعم البحث العلمي في تخصصات الإسلاميات، والفلسفة، واللغة العربية واللسانيات الحاسوبية.
ومن النشر بالاشتراك مع مؤسسة Brill تهدف الجامعة لأمور عدة: بلوغ مستوىً عالٍ في الدراسات التي تنشرها المجلات في المجالات المذكورة. ففي الإسلاميات بالجامعات العربية والإسلامية عشرات المجلاَّت المحكَّمة، لكنها لا تخدم في الغالب أغراض التجديد البارز، بل يستفيد منها الأساتذة في الترقيات. ولذلك، ولأنّ النشر الدولي يفترض مستوىً معيناً كما هو معروف، فإنّ المتطلبات والشروط تصبح أعلى لجهات الشكل والمضمون والإبداع. أما في المجالين الآخرين: الفلسفة والعربية التطبيقية، فإنّ المجلات المتخصصة قليلة بل نادرة. ولذلك تكون المجلتان الجديدتان إضافةً من شتى النواحي. وسيكتب فيهما بالطبع -كما في مجلة الدراسات الإسلامية- أساتذةٌ من داخل الجامعة كما من خارجها، وتخضع المجلات لجهات تحكيمية عدة ضماناً للنوعية والمستوى.
والأمر الآخر الذي نفيد فيه من النشر مع Brill: سعة الانتشار. فمجلاتنا المتخصصة وغير المتخصصة -وحتى الإلكتروني منها- ضعيفة الانتشار. بينما نجد أنّ المجلات التي تصدر مع Brill تتميز بسعة الانتشار الإلكتروني والورقي، بحيث يفيد ذلك أساتذتنا في التعرف الواسع والعالمي على بحوثهم، كما يفيد سُمعة الجامعة.
والأمر الثالث: أنّ مجلاتنا -مع Brill- ستكون بين أوليات المجلات التي تصدر بالعربية عن دار النشر العالمية هذه. وخلال سنتين من النشر المنتظم تحصل الدراسات المنشورة بالمجلات على الاعتراف العالمي، كما هو معروفٌ في نشرات البحوث المتخصصة في العلوم الإنسانية وغيرها.
ولدينا مشكلة -نحن الدارسين العرب- أنّ أحدنا إذا أراد الاعتراف العلمي، يكون عليه أن ينشر باللغة الإنجليزية أو إحدى اللغات المعاصرة العالمية الأُخرى. ومن جهةٍ أُخرى فإنّ زملاءنا الأجانب ومن نفس التخصصات نحن نقرؤهم وهم لا يقرؤوننا (!). بينما مع الصدور عن Brill سننشر معهم وإلى جانبهم، فيطّلعون على ما نكتب، كما يطّلع بعضنا على ما يكتبون. ومن المعروف أنّ الاعتراف متوقفٌ إلى حدٍ بعيدٍ على الرجوع والاقتباس والمناقشة والتواصل. فالنشر مع Brill مفيدٌ جداً أيضاً لهذه الناحية، لأنّ التبادل المعرفي يحصل بالتأكيد.
لدينا تحديات البحث العلمي الجادّ والجديد والمتقدم. وهي التحديات التي تنقلها جامعة «محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» إلى المستوى العلمي العالمي، للثقة وللأمل الكبير في النجاح. فنحن ننتظر أن يكون لأساتذتنا وللذين ينشرون معنا فرصة كبيرة في المعرفة والتعارف وفي تقديم النافع، وفي بلوغ آفاقٍ جديدة. وكما صار معروفاً فإنّ جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية أصدرت قبل عامٍ مجلة لمراجعات الكتب الجديدة. نستقدم الجديد من الكتب في شتى مجالات العلوم الإنسانية، وندفعها للأساتذة المختصين من الجامعة والخارج، لكي ينشروا عنها قراءات نقدية.
لا تتوقف جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية عن طلب الجديد والمتقدم في البرامج والكليات والتخصصات التي تنفرد بها. وتأتي المجلات الأكاديمية المتخصصة الثلاث مع دار نشر Brill العالمية، لتضيف إلى جديد الجامعة جديداً، وتفتح لطلابها وأساتذتها آفاقاً مستديمةً في الإنتاج المعرفي والثقافي والعلمي.
*أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.
إصدارات جديدة لدعم البحث العلمي
مواضيع ذات صلة

