: آخر تحديث
صيد

عروس المصائف تعود

17
18
18
مواضيع ذات صلة

قضيت مؤخراً ثلاثة أيام في عروس المصائف، وبقدر سعادتي بالأجواء اللطيفة بقدر ما ابتهجت بمقدار تسارع مدينة الورد، وأن الطائف عائدة بقوة لتكون مقصد السياحة في كل الفصول.

تعود بي الذاكرة إلى ما يزيد على الثلاثين عاماً، حينما كنا نقضي قسطاً من إجازة الصيف في الطائف، وبالذات في الشفا والهدا، ذكريات رائعة ما بين برحة قزاز ومسجد العباس، إلى قصر شبرا ومتنزه الرّدف، ناهيك عن التمتع بفواكهها الطازجة وأجوائها الرائعة، ولعل أروعها حينما قضينا أيام عيد الفطر في الطائف، في طريق عودتنا إلى الرياض من مكة المكرمة.

جهود لافتة من أمانة المدينة للعمل على تجميل وتحسين المشهد البصري، ومن وزارة الثقافة لترميم وتأهيل عدد من المواقع مثل قصر الكاتب وقصر شبرا، فالطائف ذات إرث سياحي عريق، وقربها المكاني من مكة المكرمة وجدة، ووجود عدد من مواقع الجذب السياحي تشهد أننا أمام فرص واعدة.

تعمل هيئة تطوير محافظة الطائف برئاسة سمو وزير الثقافة حالياً على إعادة تعريف "الطائف" من جديد، تبنى على نقاط قوتها ومجالات الفرص السانحة لتعيدها إلى مجدها ومكانتها المستحقة وتنسيق جهود قطاعات التنمية، وإعداد السياسات والخطط والاستراتيجيات، والأهم تحفيز الاستثمار ورفع جودة الحياة.

يمكن استغلال الأجواء الرائعة والارتفاع عن سطح البحر لتأسيس صناعة السياحة العلاجية، سواء المستشفيات المتخصصة أو المصحات التأهيلية والسياحة الريفية، خاصة مع قربها من مدينتين كبيرتين، إحداهما مقصد المسلمين من كل العالم، وهو ما قد يجعلها أحد مقاصد الجذب السياحي للقادمين للعمرة أو الحج، وبالطبع هذا يستلزم تطوير مطار الطائف وزيادة عدد الرحلات الدولية القادمة، والأهم دراسة ربط مدينة الطائف بقطار الحرمين، عبر مد سكة حديد تصل مطار الطائف بمحطة القطار في مكة المكرمة لتحقق الربط السككي تلقائياً مع جدة والمدينة المنورة، ويحفز المزيد من القادمين للعمرة من خارج المملكة أن يصلوا إلى مكة عبر مطار الطائف. مع ضرورة أن يترافق ذلك مع جذب للمشروعات والبرامج الحكومية التي من شأنها أن تزيد المعروض من الفرص الوظيفية في المحافظة.

إطلاق مهرجان الطائف السياحي، والذي يجب أن يكون معتمداً على ثقافة المنطقة، وبعيداً عن الفعاليات التقليدية، مع فتح المجال لإبداعات شباب وفتيات الطائف، فهم الأقدر على الابتكار والتطوير في منطقتهم، مع إعادة تأهيل تلفريك "الهدا" وحديقة "الكرا" السياحية، وتقديم التمويل المالي لمشروعات الإيواء والترفيه، بالإضافة إلى تطوير سوق "عكاظ"، بحيث لا يكون مقتصراً على أيام السوق، عبر تنظيم فعاليات وبرامج أدبية وفنية على مدار العام، بتعزيز التعاون مع هيئات وزارة الثقافة.

تزخر الطائف بالعديد من الفرص السياحية والتراثية والثقافية، وكلنا أمل بمستقبل رائع وجاذب لعروس مصائفنا في مستقبلها القريب.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد