: آخر تحديث

المرأة ورؤى الناتو

21
22
28
مواضيع ذات صلة

هل كان في الإمكان طرح موضوع كهذا في يوم احتفاء العالم واحتفاله باليوم العالمي للمرأة؟ كان من الضروري أن يمرّ يومان أو ثلاثة قبل إثارة هذه الأعجوبة المثيرة، التي يرتطم في دوّامتها الفن والقيم والسياسة والجغرافيا السياسية والمخططات الاستراتيجية. دوّامة من الطراز الأول، وشؤون بنات حوّاء في قلبها.

موقع «موندياليزاسيون»، العولمة، الكندي، أعاد نشر مقال كان نشره سنة 2018، لعلّه أجرى عليه تعديلات من قبيل العبارة المعهودة في طبعات الكتب العربية «منقّح ومزيد». عنوان المقال: «حرب الناتو التزويريّة باسم النساء». خلاصته أو قنبلته مقولة للأمين العام لحلف شمال الأطلسي مفادها: «الناتو منظمة قائمة على القيم ولا وجود لأيّ قيمة من القيم الأساسية للحلف، أي الحريات الفردية، الديمقراطية، حقوق الإنسان وسيادة القانون، يمكن أن تعمل من دون مساواة».

للسينما دور هنا، فأقواله وردت في مقال نشره ينس ستولتنبيرج بالاشتراك مع الممثلة الشهيرة أنجلينا جولي، التي هي أكثر من أمين عام الحلف حماسة في رفع راية الدعوة إلى تدخّل الناتو في أيّ مكان تتعرض فيه المرأة للظلم، أو حيث لم تتحقق المساواة بين الجنسين. عبارة المساواة بين الجنسين تحتاج إلى مفسرين ومحللين وشُرّاح بإسهاب وإطناب، فالثنائي يذكر بفخر الأيادي البيضاء والخدمات الجليلة التي أسداها الحلف إلى أفغانستان ومنطقة البلقان!

إلى جانب الفن السابع، تتجلّى الكوميديا أيضاً. أوّل مرة ولا ريب، يكتشف القارئ أن السكرتير العام ستولتنبيرج ممثل بارع لا يُشق له غبار كوميدي، فهو لا يقهقه ولا يضحك ولا يبتسم، حين يقول: «إن الناتو يضطلع بمسؤولية أن يكون المدافع الأوّل عن حقوق النساء، ويستطيع أن يكون قائد الطلائع العسكرية عالمياً في مجال حماية المرأة من العنف في النزاعات». جرعات البلاغة والاستعارة والمجاز عالية، تأمّل مثلاً قوله: «إن المساواة بين الجنسين تشكل قضية فائقة الأهمية لدى الحلف؛ لأنه تأسس على القيم». ألا ترى مشهداً آخر من مشاهد الفوضى الخلاقة؟ أنت محق إذا انصرف خيالك إلى أن الناتو يعطي نفسه الحق في التدخل العسكري لنصرة «قوم قوس قزح» (ق ق ق)، والزواج الأحادي الجنس، وتغيير الجنس وهلم جرّاً إلى المهالك والمهاوي.

لزوم ما يلزم: النتيجة التراجيدية: ألا ترى أن المرأة تحتاج إلى تحريرها هي وبلدانها من كمّاشة هذه المشاريع الكارثية؟


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد