: آخر تحديث

مخرجو السينما المصرية

28
26
36
مواضيع ذات صلة

أحمد جلال علم من أعلام السينما المصرية ورائد من روادها الأوائل، بل كان مصدر إلهام للعديد من كبار مخرجي السينما الذين جاؤوا بعده مثل هنري بركات وحسن الإمام وحسين حلمي المهندس وعاطف سالم وغيرهم. وهو من ناحية أخرى اسمٌ لامعٌ جمع في شخصيته براعة الصحفي والناشر والناقد الفني والقاص والمترجم والمقتبس والممثل والمخرج والمنتج وصاحب المدرسة الخاصة في فن الإخراج السينمائي.

اسمه الكامل «احمد جلال محمد عبدالغني». ولد في بورسعيد بتاريخ 27 اغسطس 1897 وتوفي بأزمة قلبية وهو في مصيف برمانا اللبناني سنة 1947 فنقل جثمانه للدفن بمصر. وهو الشقيق الأكبر للمخرجين حسين فوزى وعباس كامل وكان والدهم تاجرًا بورسعيديًا انتقل مع أسرته إلى القاهره واقام فى شارع محمد علي (الشارع المشهور وقتذاك بأنه شارع الصحافه والفن والعوالم). وكان لنشأته هناك أثرٌ كبير فى اتجاهه للصحافه والفن والسينما. إذ عمل كاتبًا صحفيا في مجلة اللطائف المصورة ثم في دار الهلال ودرس اللغات الاجنبية فأجاد الانجليزية والفرنسية والتركية وغيرها، ما أهله للعمل في الترجمة وتمصير وكتابة المسرحيات. هذا قبل ان يعمل في التمثيل والاخراج وكتابة السيناريو والحوار للافلام السينمائية ويتعرف من خلاله على آسيا وماري كويني، ويتزوج الأخيرة وينجب إبنه الوحيد نادر الذي مشى على درب أبيه وصار مخرجًا معروفًا قبل أن يتوفى عام 2014 تاركًا خلفه ابنه أحمد نادر جلال الذي صار هو الآخر مخرجًا.

أسندت إليه المنتجة آسيا مسؤولية إخراج وتاليف فيلم «عندما تحب المرأة» عام 1933 من بطولة ابنة أختها صارخة الجمال (ماري كويني)، ثم كون جلال مع آسيا وماري كويني ثلاثيًا فنيًا وأسسوا شركة مشتركة ناجحة للإنتاج عام 1940، قبل أن تنفض الشراكة عام 1941 بسبب نشوب خلاف حول حصص كل منهم في فيلم «العريس الخامس» الذي أخرجه وألفه جلال ومثلته آسيا ولم تتمكن ماري كويني من المشاركة فيه بسبب الحمل، إذ أنها كانت قد اقترنت بجلال عام 1940. وعلى إثر ذلك أسس الزوجان شركة انتاج خاصة بهما تحت اسم «أفلام جلال»، بينما أطلقت آسيا شركتها المستقلة تحت اسم «لوتس فيلم».

وهكذا راح جلال يخرج وينتج ويكتب قصص أفلامه بمساعدة زوجته، بل ويشاركها بطولة بعض أعماله، فظهر إلى جانبها ممثلا في أفلام: «رباب»/‏1942 و«عيون ساحرة»/‏1934، و«بنكنوت»/‏1936«، و»شجرة الدر«/‏1935»، و«زوجة بالنيابة»/‏ 1936، و«بنت الباشا المدير»/‏ 1938، و«زليخة تحب عاشور»/‏1939، وكلها أفلام من إخراجه وتأليفه، علاوة على ظهوره معها في فيلم «وخز الضمير» للمخرج ابراهيم لاما عام 1931.

تحدث إبنهما نادر في حديث مع صحيفة النهار الكويتية (14/‏8/‏2011) عن أول فيلم أنتجه وأخرجه والده لأمه بعد انفصالهما عن آسيا وهو فيلم «رباب»، فأخبرنا أن أحمد جلال أنجز العمل بنجاح في ظل ظروف صعبة بسبب انقطاع وصول الأفلام الخام من أوروبا وارتفاع تكلفتها كنتيجة لظروف الحرب العالمية الثانية. كما أخبرنا أنه بعد نجاح الفيلم الثاني الذي أخرجه والده لأمه وهو فيلم «ماجدة» عام 1943، قرّرا انجاز فيلم ثالث فذهبا إلى ستوديو ناصيبيان لحجزه فوجداه محجوزًا مقدمًا لمدة 18 شهرًا، الأمر الذي أغضب أحمد جلال وجعله يقرر شراء قطعة أرض في منطقة حدائق القبة وبني عليها «استوديو جلال» الذي انتهى من إنشائه عام 1944. والجدير بالذكر أن ماري كويني ورثت شركة «أفلام جلال» و«ستوديو جلال» من زوجها وأدارتهما بصعوبة بسبب الديون المتراكمة، بل جمدت العمل فيهما لمدة عام ونصف العام، ورفضت فكرة بيعهما رفضًا مطلقًا للحفاظ على إرث زوجها الراحل. كما أنها واجهت مجموعة من الغوغاء الذين أرادوا حرق ستوديو جلال في حريق القاهرة الكبيرسنة 1952، إذ خرجت عليهم بمسدسها الخاص فأردعتهم. كان هذا قبل أن تقف على قدميها مجددًا وتعود لتشغيل الشركة. وفي مطلع الستينات استولت الدولة على الشركة والاستوديو ضمن حملة التأميمات الناصرية الاشتراكية، فلم تحصل كويني وابنها نادر إلا على مبلغ تعويض تافه مقارنة بالسعر الحقيقي الضخم.

لم يشغله عمله في السينما عن عمله الصحفي بدليل أنه أصدر في الاربعينات مجلة كاريكاتورية باسم «ابن الباشكاتب». وكان آخر فيلمين أخرجهما قبل وفاته المفاجئة عام 1947 هما فيلم «عودة الغائب» من بطولة ماري كويني وسهام رفقي ومحمود المليجي ومختار عثمان، وفيلم «كانت ملاكا» من بطولة ماري كويني وفاتن حمامة ويحيى شاهين.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد