: آخر تحديث

التقدم الخليجي.. بفارق كبير!

35
40
40
مواضيع ذات صلة

كثير من مفردات الكلام وجمله تطلق في الهواء والعراء، من هنا وهناك، دون تفكير أو علم أو تفسير، حيث يتردد كلام كثير، وينتشر دون التأكد من معناه ومحتواه ومضمونه وحقيقته.. وهي عادة قديمة سائدة لعدم إدراك أهمية تفسير الكلام ودلالاته والمراد به، ولنقص استيعاب التاريخ وندرة التأمل في أحداثه، وما تحمله من عبر ودروس ومعان.
التخلف مصدَرٌ مِن فعل تَخلَّفَ، أي تأخر عن ركب التطور في مجالات التنمية والتعليم والعلم والمعرفة والثقافة.. إلخ، ورغم ذلك فثمة إلى الآن مَن يتحدث جزافاً ويتجرأ ويتهم دول الخليج العربية بالرجعية، من دون وعي منه ولا معرفة، بل انسياقاً لمغالطات تطلق جزافاً من بعض الأفراد والنخب والمجتمعات في دول عربية تعتبر نفسَها متحررةً وتقدميةً (بل ديمقراطية)، لكنها ما زالت أسيرةً لمعلومات خاطئة يفنّدها الواقع وتكذبها الحقائق ويهزمها المضمون!
وكثير من مواطني هذه الدول يتوافدون على دول الخليج بحثاً عن فرص العمل والتعليم وتحسين المهارات، وللحصول على العلاج والعيش الكريم. كما أن منهم من غادر بلده ولجأ إلى الدول التي غزت بلده واحتلته ودمرته، أو إلى دول أخرى أنجزت لهم المصانع والمستشفيات والجامعات والمدارس والمطارات والسكك الحديدية.. لكنهم دمروها أو عجزوا عن صيانتها والحفاظ عليها من الضياع والخراب بواسطة معاولهم العمياء ومعتقداتهم الخرافية. بعض هذه الدول العربية (التقدمية!) عجزت عن المحافظة على ما أنجزه الاستعمار البريطاني أو الفرنسي أو الإيطالي.. ومع ذلك تجد فيها من ينتقدون الدول الخليجية ، مع أنهم أسقطوا الديمقراطية الوطنية واستبدلوها بالطائفية والمذهبية وصنوف الصراعات العقيمة.
من أين جاءت هذه العقول المقلوبة الحاقدة الناقمة على كل مَن يريد أن ينجح ويتطور ويبني ويزدهر ويستقر ويتحرر؟ وهل مَن يتهمنا اليوم بأننا بدو ورعاة إبل وأغنام، يمتلك إعلاماً وصحافة وجامعات ومراكز بحوث ودراسات وأبراجاً شاهقةً وناطحات سحاب ومدناً وشوارع نظيفة، ومستشفيات متطورة في بلده.. تضاهي نظيرتها في الخليج؟
بالتأكيد لا، لأن دولَهم تخلَّت عن الكفاءات البشرية وجعلتها تهاجر فراراً بأرواحها عبر البحار والفيافي! ما هذه المغالطات والافتراءات؟ وما هذا الزيف والبهتان والازدواجية في المواقف والمعايير؟ وكيف يصل عمى البصيرة بالبعض إلى هذا الحد؟
ولماذا يصر على الاستمرار في ترديد الأكاذيب والافتراءات وهو مَن دمّر حضارتَه وتاريخ بلده، وساهم في دخول الغزاة واللصوص لأرضه، ليسرقوا تاريخ وإرث الأجداد وآثارهم التي ظلت قائمة منذ آلاف السنين؟ لقد أمسك المعول والفأس ليشق به الرأس الذي فَكَّر وليهدموا به البناء الذي عُمِّر، وحين يصحو من غيبوبته يعتلي ظهر دبابة ويصيح بأعلى صوته: أيها «الخلايجة»، أنتم ما زلتم تركبون الإبل والخيل وترعون الأغنام..!
وحين ينزل من صهوة الدبابة الغازية منهكاً من فحيحه الأفعواني، يصطف في طابور من أقرانه ليتسلم حصته من المساعدات الإنسانية التي أتت من دولة خليجية لإسعافه كي لا يموت جوعاً على رصيف بلده المهدم، أو في طابور آخر للحصول على عمل يكفل له الحياة الكريمة الطيبة في بلد خليجي يتقدم بفارق كبير على بلده في جميع مؤشرات التنمية!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد