: آخر تحديث

خُطورة المُتحالفين مع إيران على أمن العرب

27
27
30
مواضيع ذات صلة

التنبؤ الدقيق بالأحداث والصراعات السياسية يتطلب عِلماً واسعاً بالعلوم الإنسانية، ومعرفة عميقة ودقيقة بأحداث الماضي والحاضر، وقدرة عقلية تزن بِدقة المسائل والأحداث، وحضور ذِهني مُتزن وهادئ وحكيم. فإذا تكاملت هذه العناصر بمجموعة معينة، فإنها ستكون قادرة على التنبؤ الدقيق بأحداث المستقبل مما يمكّنها من مضاعفة المكاسب، ويجنبها الخسائر بشتى أنواعها. وإذا توفرت هذه العناصر -أو معظمها- بشخصية معينة، فإن هذه الشخصية ستتمكن من مضاعفة الإنجازات، وتحقيق المكاسب العظيمة، وتعمل على تفادي المخاطر المهلكة، والخسائر المكلفة، وهذا بدوره سيساهم في تخليد تلك الشخصية في ذاكرة التاريخ. هذه المعادلة السياسية من شأنها -إن توفرت في جميع الأوطان العربية- أن تساهم بتعزيز الأمن القومي العربي، وتوحد الصفوف والجهود لخير الأمة العربية، وتقضي على الحلفاء والتابعين لأعداء الأمة العربية من العملاء والمرتزقة والخونة المتواجدين داخل الأوطان العربية، وتُنهي حالات الاختراق المتتالية والمتعاظمة والمستمرة والمنهكة للأمن القومي العربي.

نعم، إن الأمة العربية -في مجموعها- بحاجة ماسة لأن تدرك المخاطر العظيمة المُعلنة وغير المُعلنة التي تحيط بها من الخارج، وتستهدف أمنها واستقرارها من الداخل، وتسعى للسيطرة على مقدراتها ومواردها العظيمة التي تحتويها الأراضي العربية الممتدة. فإذا كانت هذه المخاطر متعددة ومتنوعة، فإن أعظمها خطورة وتدميراً وتخريباً للإنسان والمجتمعات والدول، وأكثرها فُحشاً ودناءة ووضاعة أخلاقية وفكرية وسلوكية، هي تلك المخاطر القادمة من إيران عبر حلفاءها وعملائها ومرتزقتها المتواجدين في بعض الأوطان العربية.

نعم، إن المتحالفين مع إيران -الذين هم عملاؤها ومرتزقتها من العرب مثل جماعة الحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان، والأحزاب والمليشيات الطائفية في العراق وسورية، والعناصر الطائفية في المنطقة- يمثلون التهديد الأعظم لمستقبل الأمة العربية، ويشكلون الخطر الأعظم على أمن وسلم واستقرار المجتمعات العربية بدون استثناء. إنها الحقيقة الظاهرة التي يجب أن يعلمها المواطن العربي العزيز إن أراد أن يحافظ على عزته وعروبته من ذُل إيران وطائفيتها البغيضة، والحقيقة البيِّنة التي يجب أن تعيَّها المجتمعات العربية إن أرادت أن تحافظ على أمنها ووحدتها واستقرارها. إن هؤلاء المتحالفين مع إيران -من التنظيمات والجماعات والأحزاب والعناصر الإرهابية- يعملون بجد لا يعرف التعب، ويسعون بدون توقف، ويبذلون كل الجهود، لخدمة الأيديولوجية "الخمينية" المتطرفة الهادفة لتدمير المجتمعات العربية من داخلها، وإسقاط النظم السياسية لتتمكن إيران من السيطرة على سياسات البلدان العربية وسرقة مواردها وخيراتها العظيمة. نعم، لقد تمكن هؤلاء المتحالفون مع إيران -الذين هم عملاؤها ومرتزقتها- على مدى عقود من الزمن من النَّفاذ تدريجياً وبهدوء داخل المجتمعات العربية حتى تمكنوا من التواجد الفعلي في المؤسسات الرسمية ببعض المجتمعات العربية، وتمكنوا من التواجد العاطفي في عقول وقلوب بعض البسطاء في بعض المجتمعات العربية عبر شعاراتهم العاطفية وخطاباتهم المُضللة، حتى استطاعوا على مدى أعوام عديدة من تقسيم بعض المجتمعات العربية على أسس طائفية ومذهبية وحزبية وقبلية وعرقية.

نعم، لقد تمكنت إيران -عبر عملائها ومرتزقتها في الوطن العربي- من إضعاف الأمة العربية عندما تمكنت من إثارة الفتنة الطائفية والمذهبية والحزبية في بعض المجتمعات العربية التي أصبحت منقسمة على نفسها داخلياً، ومستلبة الإرادة السياسية، وعندما تمكنت -بكل أسف وآسى- من الحصول على تعاطف بعض المجتمعات العربية لصالح سياساتها التدميرية تجاه المجتمعات العربية. نعم، لقد ضعفت الأمة العربية عندما تمكنت إيران -عبر حزب الله الارهابي- من تدمير لبنان سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وتقسيم مجتمعه طائفياً ودينياً وعرقياً، وتدمير بنيته التحتية كاملة -تحت مسمى المقاومة- بالدخول في حروب غير متكافئة اطلاقاً مع المحتل الإسرائيلي. ولقد ضعفت الأمة العربية عندما تمكنت إيران -عبر جماعة الحوثي الإرهابية- من تدمير اليمن سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وتقسيم مجتمعه طائفياً وقبلياً، وتدمير بنيته التحتية في المناطق التي تسيطر عليها -نتيجة التبعية للأيديولوجية "الخمينية" المتطرفة- وذلك من خلال الانقلاب على الحكومة الشرعية المنتخبة من الشعب اليمني. ولقد ضعفت الأمة العربية عندما تمكنت إيران -عبر الأحزاب والمليشيات الطائفية، وعبر الصمت الأمريكي عن تصرفاتها المتطرفة- من تدمير العراق سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وتقسيم مجتمعه طائفياً ومذهبياً وعرقياً، وتدمير بنيته التحتية، لتتمكن من سرقة موارد وخيرات أبناء العراق، ولتضمن سيطرتها السياسية على مستقبل الدولة العراقية. ولقد ضعفت الأمة العربية عندما تمكنت إيران -عبر الأحزاب والميليشيات الطائفية، وعبر الصمت الأمريكي عن تصرفاتها المتطرفة- من المساهمة في تدمير سورية اقتصادياً وأمنياً، وتقسيم مجتمعه طائفياً ومذهبياً وعرقياً، والمساهمة في تدمير بنيته التحتية، لتتمكن من سرقة موارد وخيرات أبناء سورية، ولتضمن تواجداً سياسياً دائماً ومؤثراً في مستقبل الدولة السورية. ولقد ضعفت الأمة العربية عندما تمكنت إيران -عبر عناصرها المتطرفة- من إثارة الفتنة السياسية والطائفية والمذهبية في بعض المجتمعات العربية التي أصبحت منشغلة في معالجة أوضاعها الداخلية على حساب قضايا الأمة العربية الجامعة. ولقد ضعفت الأمة العربية عندما تمكنت إيران -عبر الشعارات الدينية العاطفية، والخطابات السياسية الكاذبة- من الحصول على تأييد بعض المجتمعات العربية لمواقفها السياسية على حساب المجتمعات العربية الواقفة بحزم في وجه تطرف وإرهاب السياسة الإيرانية وعملائها في المنطقة.

إن هؤلاء المتحالفين مع إيران -على مدى عقود عديدة- استخدموا جميع الطرق الدنيئة والوسائل الوضيعة والسلوكيات غير الأخلاقية لينفذوا بإخلاص غير متناهٍ، وبجهد متواصل لا يعرف التعب، وبتبعية مقيتة لا تعرف للكرامة مكاناً، جميع التوجيهات الأيديولوجية والطائفية والفكرية المتطرفة والمنحرفة التي تصلهم من أسيادهم في طهران حتى وإن كانت على حساب أرضهم وأعراضهم وكرامتهم الشخصية.

وفي الختام من الأهمية القول إن على أبناء الأمة العربية أن يدركوا بأن هذه الأعمال الوضيعة التي يقوم بها هؤلاء المتحالفون مع إيران من العرب قد تتكرر مع غيرهم من الأمم المعادية للأمة العربية -وهم كُثر إقليمياً ودولياً-، فإما استيعاب دروس الماضي والحاضر لتجنب مزيد من المتاعب في المستقبل، وإما التغافل حتى تتضاعف المشكلات وتتصاعد التحديات التي تزيد من متاعب الأمة العربية، ولكنها لن تهزمها إطلاقاً طالما هناك عرب شُرفاء ومخلصون يواجهون التحديات بحزمٍ وعزمٍ عظيم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد