إيلاف من لندن: قدم الناشط الديمقراطي علاء عبد الفتاح اعتذارًا "لا لبس فيه" عن عدة تغريدات قديمة بدا فيها وكأنه يدعو إلى العنف ضد الصهاينة، وكذلك وصفه الانكليز بأنهم "قردة وكلاب"، فضلاً عن سخريته من محرقة اليهود والمثليين، وقال إن بعض هذه التغريدات "حُرِّفت تمامًا عن معناها"، وقدم اعتذاراً واضحاً مباشراً لبريطانيا واليهود والمثليين.
كان عبد الفتاح قد اعتُقل في مصر في سبتمبر (أيلول) 2019، وفي ديسمبر (كانون الأول) 2021 حُكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة.
وصف محققو الأمم المتحدة سجنه بأنه انتهاك للقانون الدولي، وقد أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عفوًا عنه في سبتمبر (أيلول) من هذا العام بعد سنوات من الضغط الهائل من الحكومة البريطانية، ورحب ستارمر به عقب عودته إلى بريطانيا، الأمر الذي تسبب في ضجة هائلة.
وسافر علاء عبد الفتاح إلى المملكة المتحدة في يوم عيد الميلاد (26 ديسمبر/كانون الأول) والتقى بابنه المقيم في برايتون بعد رفع حظر السفر عنه. ومنذ ذلك الحين، ظهرت منشورات تعود إلى عام 2010 بدا فيها الناشط وكأنه يدعو إلى العنف ضد الصهاينة والشرطة، والدعوة إلى حرق دواننج ستريت، ووصف الانكليز بأنهم "كلاب".
وقال علاء عبد الفتاح في بيان صدر الاثنين: "أشعر بصدمة كبيرة لأنه في الوقت الذي ألتقي فيه بعائلتي لأول مرة منذ 12 عامًا، أُعيد نشر العديد من تغريداتي القديمة واستُخدمت للتشكيك في نزاهتي وقيمي والهجوم عليها، وتصاعدت المطالبات بسحب جنسيتي".
وأضاف: "بالنظر إلى التغريدات الآن - تلك التي لم تُحرّف تمامًا عن معناها - أدرك مدى صدمتها وإيذائها، وأعتذر عنها اعتذارًا لا لبس فيه".
وتابع: "كانت في معظمها تعبيرًا عن غضب وإحباط شاب في ظل أزمات إقليمية (الحروب على العراق ولبنان وغزة)، وتصاعد وحشية الشرطة ضد الشباب المصري".
أعربتُ عن أسفي الشديد لبعض التغريدات التي كُتبت في سياق معارك كلامية حادة على الإنترنت، دون أدنى اعتبار لتأثيرها على الآخرين. كان عليّ أن أكون أكثر وعيًا.
ويتعرض رئيس الوزراء البريطاني لضغوط بسبب احتفاله بعودة عبد الفتاح إلى المملكة المتحدة، حيث طالب البعض بسحب الجنسية البريطانية من الناشط المصري البريطاني وطرده خارج بريطانيا.
ومن بين الذين دعوا وزير الداخلية إلى النظر في إمكانية سحب الجنسية البريطانية من المعارض المصري وترحيله، كيمي بادينوش ونايجل فاراج.
وقال عبد الفتاح إنه يأخذ مزاعم معاداة السامية "بجدية بالغة"، وأن بعض التغريدات "أُسيء فهمها، ويبدو أنها كُتبت بسوء نية".
وأضاف: "على سبيل المثال، التغريدة التي تم تداولها للإشارة إلى معاداة المثلية الجنسية من جانبي كانت في الواقع تسخر من معاداة المثلية الجنسية".

لقد دفعتُ ثمنًا باهظًا لدعمي العلني لحقوق مجتمع الميم في مصر والعالم.
كما فُسِّرت تغريدة أخرى بشكل خاطئ على أنها تُشير إلى إنكار المحرقة، لكن في الواقع، يُظهر الحوار أنني كنتُ أسخر بوضوح من إنكار المحرقة.
وأضاف عبد الفتاح: "أنا آخذ اتهامات معاداة السامية على محمل الجد. لطالما آمنتُ بأن الطائفية والعنصرية هما أشد القوى فتكًا وخطورة، وقد قمتُ بدوري ودفعتُ ثمن دفاعي عن حقوق الأقليات الدينية في مصر".
وصرحت زعيمة حزب المحافظين، السيدة بادينوخ، سابقًا بأنه "من غير المعقول" ألا يكون أحد قد اطلع على تصريحات وتغريدات عبد الفتاح المنشورة على مر السنين، وأشارت إلى أن من اطلع عليها اعتبرها "مسيئة ولكنها غير جدية، أو مجرد كلام عابر".
وكتبت في صحيفة ديلي ميل: "لا أريد أن يأتي إلى بلادنا من يكرهون بريطانيا. وعندما تكون هذه الآراء جزءًا من السجل العام للفرد، يجب أخذها في الاعتبار عند اتخاذ قرارات بشأن الجنسية. لقد كنا متساهلين للغاية لفترة طويلة جدًا".
مُنح عبد الفتاح الجنسية البريطانية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 في عهد بوريس جونسون، وذلك على ما يبدو عن طريق والدته المولودة في المملكة المتحدة.
وفي بيان صدر يوم الأحد، قالت وزارة الخارجية: "علاء عبد الفتاح مواطن بريطاني. لطالما كان العمل على إطلاق سراحه من الاحتجاز، ولم شمله مع عائلته في المملكة المتحدة، أولويةً قصوى للحكومات المتعاقبة. وتدين الحكومة تغريدات السيد الفتاح التاريخية وتعتبرها بغيضة."
ويُفهم أن رئيس الوزراء ستارمر لم يكن على علم بمنشورات وسائل التواصل الاجتماعي عندما أعرب عن "سعادته" بعودة عبد الفتاح إلى المملكة المتحدة.
من هو علاء عبد الفتاح؟
علاء عبد الفتاح هو مبرمج وناشط سياسي ومدون مصري بريطاني بارز، اشتهر بدوره في ثورة 2011 المصرية وحملات حقوق الإنسان. قضى سنوات طويلة في السجون المصرية بتهم مختلفة تتعلق بنشاطه، وتم الإفراج عنه مؤخرًا بموجب عفو رئاسي من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
- معلومات أساسية
- الجنسية: يحمل الجنسيتين المصرية والبريطانية (منذ 2021).
- النشاط: برز كصوت رائد في النشاط المؤيد للديمقراطية خلال الربيع العربي، وعمل على تطوير نسخ عربية من برامج ومنصات هامة.
- السجن: سُجن عدة مرات منذ عام 2006 في عهد أنظمة مختلفة، بما في ذلك عهد الرئيس المصري الراحل حسني مبارك والمجلس العسكري والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. كانت التهم الموجهة إليه تشمل تنظيم احتجاجات غير مصرح بها ونشر أخبار كاذبة.
- الإفراج الأخير: أُطلق سراحه بعفو رئاسي في أواخر عام 2025 بعد أن قضى قرابة عقد من الزمن في السجن على خلفية قضايا حرية الرأي والتظاهر.
- الوضع الحالي: بعد الإفراج عنه، سافر إلى بريطانيا، حيث أثار وصوله جدلاً واسعاً بين بعض السياسيين ووسائل الإعلام البريطانية.
وقد اعتذر عبد الفتاح عن بعض منشوراته السابقة على وسائل التواصل الاجتماعي التي وُصفت بالعنصرية أو المتطرفة، موضحاً أنها كانت في سياق كونه شاباً غاضباً.



