: آخر تحديث
قال إن بلاده خصصت 20 بالمئة؜ من إنتاج الأسمدة على شكل مساعدات

وزير خارجية المغرب: الأمن الغذائي أولوية استراتيجية ضمن السياسة الأفريقية للملك

11
12
9

إيلاف من الرباط: قال وزير خارجية المغرب، ناصر بوريطة، الخميس بنيروبي، إن السياسة الإفريقية للملك محمد السادس، وضعت دائما الأمن الغذائي في صلب اهتماماتها، باعتباره أولوية استراتيجية.

وقال بوريطة، الذي يمثل الملك محمد السادس في القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة، إن هذه الرؤية من أجل إفريقيا تنسجم مع الرؤية الوطنية التي اختارت المملكة من خلالها تنفيذ استراتيجيات طموحة لتحسين الإنتاجية الفلاحية.

وأوضح الوزير بوريطة أنه يتم تنزيل الرؤية الملكية في هذا المجال من خلال ثلاث جهات فاعلة، وهي:مجموعة المكتب الشريف للفوسفات، الذراع التنفيذي لهذه الرؤية والرائدة قاريا في سوق الأسمدة، ووزارة الفلاحة، المسؤولة عن السياسات العامة والاستراتيجيات القطاعية في المجال الفلاحي، ووزارة الشؤون الخارجية، التي تسهر على تنزيل الرؤية الملكية للتعاون جنوب -جنوب.

وأشار أيضا إلى أن الملك محمد السادس ، الذي يولي أهمية قصوى للمواضيع الاستراتيجية لهذه القمة سواء بالنسبة للمغرب أو لإفريقيا، حرص على أن تشارك فيها المملكة بشكل فعال، من خلال الجهات الفاعلة الثلاث.

وأبرز الوزير بوريطة أيضا أن المغرب، وتنفيذا للتوجيهات السامية للملك محمد السادس، قام بإعداد استراتيجيات قطاعية للتنمية، من بينها "مخطط المغرب الأخضر" الذي تم إطلاقه سنة 2008، وأخيرا "مخطط الجيل الأخضر"، مسجلا أن هذه الاستراتيجيات تقوم على ركيزتين أساسيتين: تحديث الفلاحة والصناعات الغذائية والتنمية التضامنية للفلاحة العائلية.

وتابع قائلا إنه إلى جانب توفير الغذاء، فإن ما اتخذه المغرب من خطوات يعزز مقاربة مندمجة تشمل التنمية الاجتماعية والاقتصادية للعالم القروي والاستثمار في الفلاحة، كقطاع يوفر فرصا هائلة لخلق الثروة وفرص العمل للشباب، مشيرا إلى أن التنمية الفلاحية والأمن الغذائي لا يشكلان أولوية استراتيجية بالنسبة للمغرب فحسب، ولكنهما يمثلان أيض ا الأهداف الرئيسية للتعاون جنوب- جنوب.

الروح التضامنية الافريقية 
وفي إطار هذه الروح التضامنية الإفريقية، قال بوريطة إن المغرب تعهد بتقاسم تجربته وممارساته الجيدة مع البلدان الإفريقية الشقيقة، موضحا أن المقاربة المغربية تعطي الأولوية لإقامة شراكات دائمة.

وذكر بوريطة بإطلاق مبادرة "Triple A" من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية خلال مؤتمر (كوب 22)، وكذا مبادرة "Triple S"، التي تم إطلاقها سنة 2016 إلى جانب جمهورية السنغال، والتي تهدف إلى دعم الاستدامة والاستقرار والأمن في إفريقيا.

وأضاف الوزير بواسطة أن المملكة تقوم بذلك أيضا بشكل ثنائي، مع العديد من الدول الإفريقية (إثيوبيا ونيجيريا ..)، مبرزا أن عمل المكتب الشريف للفوسفات في إفريقيا يندرج كذلك في هذا الإطار.

وأبرز أنه، وبالنظر للارتفاع الكبير في أسعار الأسمدة وتحديات الأمن الغذائي، فقد عزز المكتب الشريف للفوسفات حضوره وعمله في إفريقيا من خلال افتتاح 12 تمثيلية في الجهات الأربع للقارة وتعزيز إنتاج وتوزيع الأسمدة من خلال إطلاق ثمانية مشاريع صناعية في إفريقيا، من بينها ثلاث منصات جديدة للتخزين والمزج.

ويتعلق الأمر أيضا، يضيف الوزير المغربي ، بإطلاق 46 مشروعا تنمويا في جميع أنحاء إفريقيا، تركز على تحسين خصوبة التربة والتكوين في المجال الفلاحي، من أجل تعزيز الممارسات الفلاحية المستدامة، وتطوير مبادرات من قبيل برنامج "Agribooster” الذي يقدم دعما شاملا للفلاحين، بما في ذلك الولوج إلى الأسمدة والبذور، وكذا برنامج "Farm&Fortune Hubs" الذي يحول المزارع الصغيرة إلى مقاولات فلاحية منتجة.

من أجل تلبية حاجيات أفريقيا 
وذكر بوريطة أنه من أجل تلبية حاجيات إفريقيا، خصصت لها مجموعة المكتب الشريف للفوسفات نسبة 20 في المائة من إنتاجها من الأسمدة، مع منح 180 ألف طن من العناصر المغذية للتربة على شكل مساعدات، و370 ألف طن أخرى بسعر منخفض، موضحا أن هذه الكميات تمثل على التوالي 16 في المائة من الطلب الإفريقي الحالي، و25 في المائة من مبيعات المجموعة على مستوى القارة. وأضاف أن المجموعة تعتزم الرفع من إنتاجها بمقدار مليوني طن خلال هذه السنة، مبرزا بذلك التزامها تجاه الفلاحة الإفريقية.ومن خلال هذا الحضور، يتموقع المكتب الشريف للفوسفات اليوم بإفريقيا كمزود رئيسي بالأسمدة، وبالخبرة كذلك في المجال الفلاحي، خاصة عن طريق مختبرات متنقلة يتم نشرها في عدة بلدان بالقارة.

من جانب آخر، أكد الوزير بوريطة أنه، حتى يكون التزام المغرب لفائدة الفلاحة الإفريقية حاسما واستباقيا، فإنه يستلزم تضافر جهود الجميع، داعيا، في هذا الصدد، إلى إحداث تحالف إفريقي للابتكار في الفلاحة. واعتبر بوريطة أن منصة من هذا القبيل من شأنها التنسيق بهدف تحسين استعمال الأسمدة وصحة التربة عبر القارة، فضلا عن تسهيل تقاسم التكنولوجيا والتطوير المشترك لسياسات تحفيزية في هذا المجال.

إرساء برنامج إفريقي للتكوين ومنح الشهادات
كما دعا الوزير بوريطة  إلى إرساء برنامج إفريقي للتكوين ومنح الشهادات في مجال تدبير التربة، مبرزا أن هذا البرنامج سيساهم في رفع معايير تدبير التربة والنهوض بالممارسات المستدامة، وذلك عن طريق مراكز إقليمية للتكوين وشهادات إفريقية. 

وقال بوريطة إن الأمر يتعلق كذلك بإطلاق مبادرة لتمويل البنيات التحتية الفلاحية الخضراء، موضحا أن هذه المبادرة من شأنها دعم تطوير البنيات التحتية الفلاحية المستدامة، بما في ذلك، على وجه الخصوص، إحداث صندوق مخصص لمشاريع الري الصديقة للبيئة، بالإضافة إلى تحفيز الاستثمارات الخاصة في التكنولوجيا التي تحترم البيئة.

ودعا الوزير بوريطة أيضا إلى إنشاء مرصد إفريقي للمعطيات وتحليل التربة، مشيرا إلى أن هذا المرصد سيعمل على تجميع معطيات دقيقة ومحينة ووضعها رهن إشارة البلدان الإفريقية من أجل تحسين عملية اتخاذ القرار في المجال الفلاحي، مع تسخير استعمال التكنولوجيات المتقدمة، مثل الأقمار الاصطناعية. 

وقال بوريطة إن "التفاؤل الإفريقي يرسخ قناعة المغرب الثابتة بأنه من خلال الاستثمار في الفلاحة الإفريقية، فإننا نرسي أسس إفريقيا آمنة ومستقرة مستقبلا".

رفع تحدي الأمن الغذائي في أفريقيا
وأشار بوريطة إلى انه "بإمكاننا جميعا رفع تحدي الأمن الغذائي في أفريقيا ، التي تتوفر على كل المؤهلات من أجل جعل الفلاحة محركا للتنمية والتحول"، مبرزا أن المغرب يظل، كما كان دائما، مستعدا لتقاسم تجربته وخبرته مع أشقائه الأفارقة، حتى تكون الفلاحة بالقارة مرادفا للاستقرار والازدهار المشترك. 

وتهدف القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة، التي ينظمها الاتحاد الإفريقي والحكومة الكينية، إلى تسليط الضوء على الدور الحاسم للأسمدة وصحة التربة في تحفيز النمو الفلاحي الإفريقي المستدام لفائدة الفئات الاجتماعية الفقيرة.، 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار