برلين: اتهمت برلين وبراغ الجمعة أجهزة الاستخبارات الروسية بالوقوف وراء هجمات سيبرانية استهدفت أعضاء في الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني بزعامة المستشار أولاف شولتس و"مؤسسات تشيكية"، وهو ما نفته موسكو.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط (فبراير) 2022، باتت الدول الغربية في حال تأهب قصوى إزاء خطر الهجمات المعلوماتية الروسية وعمليات التضليل التي تقف خلفها موسكو.
وأعلنت برلين وبراغ الجمعة عن أحدث هذه الهجمات، ونسبتها الى مجموعة تعرف باسم "ايه بي تي28". ووفق وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي تزور سيدني، فهذه المجموعة "تديرها أجهزة الاستخبارات الروسية".
أضافت "بعبارة أخرى، كان هذا هجومًا سيبرانياً مدعومًا من روسيا ضد ألمانيا وهو أمر غير مقبول على الإطلاق".
وفي برلين، أعلنت وزارة الخارجية استدعاء القائم بالأعمال الروسي.
وأكد متحدث باسم الوزارة أن ذلك تمّ بهدف "التوضيح للحكومة الروسية أننا لا نقبل بهذه التصرفات" وبالتالي إرسال "إشارة دبلوماسية واضحة".
ثغرة بريد الكتروني
والهجوم السيبراني الذي تتهم به موسكو، استهدف العام الماضي على وجه الخصوص عناوين بريد الكترونية تابعة لمسؤولين في الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني بزعامة شولتس.
وأوضحت الحكومة الألمانية أن الهجوم لم يستهدف الحزب فحسب، بل طال أيضاً "خدمات حكومية وشركات في مجالات الخدمات اللوجستية والتسليح والفضاء ومؤسسات وجمعيات عديدة" في البلاد.
وأكدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر أن "تحقيقا مشتركاً" بين برلين وبراغ التي تزورها الجمعة، أتاح كشف هذه الهجمات.
بدورها، أعلنت الخارجية التشيكية أن هجمات سيبرانية تقف وراءها مجموعة مرتبطة بالاستخبارات العسكرية الروسية استهدفتها مراراً.
وقالت في بيان "كانت بعض المؤسسات التشيكية هدفًا لهجمات سيبرانية استغلت ثغرة لم تكن معروفة سابقًا في برنامج مايكروسوفت أوتلوك (للبريد الالكتروني) اعتبارًا من العام 2023".
واتهمت الخارجية التشيكية المجموعة الروسية "ايه بي تي28"، "نظراً إلى "طريقة تنفيذ هذه الهجمات وأهدافها".
وأكد وزير الداخلية التشيكي فيت راكوسان تسجيل البنى التحتية في بلاده "عشرات" الهجمات من هذا النوع.
وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الألمانية "هذه الهجمات دبرّتها روسيا الاتحادية وجهاز الاستخبارات التابع لها"، مضيفا أن بلاده تشكل هدفاً... وتعتبرها روسيا دولة معادية".
وقال وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي لوكالة فرانس برس إن "توجيه أصابع الاتهام علانية إلى مهاجم محدد مهم لحماية المصالح الوطنية".
نفي روسي وإدانة أوروبية
ونفت موسكو الاتهامات الموجهة إليها.
وقالت البعثة الدبلوماسية الروسية في برلين عبر تطبيق تلغرام إن القائم بالأعمال "نفى الاتهامات بضلوع هيئات تابعة للدولة الروسية في المسألة المطروحة، ونشاطات مجموعة +ايه بي تي 28+ بشكل عام"، معتبرا أنها "من دون أدلة ولا أساس لها من الصحة".
في المقابل، دان الاتحاد الأوروبي الهجمات السيبرانية المنسوبة لموسكو.
وأعلن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة أن الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي "تدين بشدة" الحملة ضد الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني والمؤسسات التشيكية.
وأضاف في بيان أن التكتل الذي فرض في العام 2020 على أفراد وكيانات مرتبطة بمجموعة "آي بي تي 28"، عازم على "اتخاذ مجموعة من التدابير لمنع وردع سلوك روسيا الخبيث في الفضاء الإلكتروني والرد عليه".
وكان حلف شمال الأطلسي دان الخميس "الأنشطة الخبيثة" التي تقوم بها روسيا على أراضيه، متحدثا عن ممارسات مثل التضليل والتخريب والعنف والتدخّل الإلكتروني تهدّد أمن دوله.
وتُتهم مجموعة "آ بي تي28" المعروفة أيضًا باسم Fancy Bear ("الدب الفاخر")، بشن عشرات الهجمات السيبرانية حول العالم.
وتحدّثت وكالة الاتحاد الأوروبي للأمن السيبراني في 2023 عن معلومات لدى وسائل إعلام ألمانية تشير إلى تعرّض مسؤول في الحزب الاشتراكي الديموقراطي لهجوم سيبراني "ربما أدى إلى الكشف عن بيانات".
وأفادت هذه المعلومات بوجود "علامات ملموسة" تشير إلى أن مصدر الهجوم روسي، بحسب الوكالة.