هافانا: ندّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الإثنين بـ"ابتزازات وإنذارات وتهديدات" غربية ضد دول على غرار روسيا وحليفتها كوبا، المحطة الأولى في جولته في أميركا اللاتينية.
وقال لافروف الذي يزور بعد كوبا فنزويلا والبرازيل حيث يُعقد اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة العشرين، لنظيره الكوبي برونو رودريغيز في هافانا إن البلدين هما ضحية "ضغوط غير قانونية" تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها.
وأضاف "إن واقع العالم المتعدد الأقطاب... يثير رد فعل عدوانيا من الولايات المتحدة ودول أخرى من الأقلية العالمية التي تريد بشتى الوسائل مواصلة هيمنتها وإملاءاتها".
ولفت لافروف إلى أن "الوسائل التي يستخدمها ممثلو الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لهذا الغرض لا تشمل الدبلوماسية بل الابتزاز والإنذارات والتهديدات واستخدام القوة العسكرية الغاشمة والعقوبات".
وأبقت الولايات المتحدة على حظر تجاري مفروض على كوبا منذ ما بعد الثورة التي قادها فيدل كاسترو قبل ستة عقود، وفرضت عقوبات صارمة على روسيا بعد غزوها أوكرانيا.
وقال لافروف في زيارته التاسعة لكوبا والثانية خلال عام إن هافانا "تعرف تماما معنى الضغط غير القانوني: حظر شامل وحدها الولايات المتحدة تدافع عنه باعتباره مسار عمل مشروعا".
وأضاف "إنه (الحظر) غير مقبول بالنسبة لبقية أعضاء المجتمع الدولي. لكن هذا الأمر لا يوقف واشنطن".
وترسّخ روسيا وكوبا علاقاتهما منذ العام 2022، إذ تسعى موسكو التي تعاني عزلة متزايدة الى إيجاد حلفاء سياسيين وشركاء تجاريين جدد منذ بدأت غزو أوكرانيا.
وأجرى الرئيس الكوبي ميغيل دياز-كانيل في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 زيارة لموسكو التقى خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وفي نيسان/أبريل 2023 أكد دياز-كانيل لموسكو "دعم كوبا غير المشروط" لها في "صدامها مع الغرب"، علما بأن كوبا لم توجّه أي انتقادات للهجوم الذي تشنّه روسيا في أوكرانيا.
وتواجه كوبا الخاضعة لحظر أميركي منذ العام 1962 أزمة اقتصادية هي الأسوأ للجزيرة منذ ثلاثة عقود، وتسهم شحنات النفط الروسي التي تتلقاها في تخفيف تداعيات شحّ في الوقود تعانيه الجزيرة.
وكان الكيانان الشيوعيان حليفين وثيقين إبان الحرب الباردة، لكن ذاك التعاون توقّف على نحو فجائي في العام 1991 مع تفكّك الكتلة السوفياتية.
ووقّع البلدان نحو 12 اتفاقا لإعادة إطلاق العلاقات التجارية في مجالات عدّة على صلة بالبناء وتكنولوجيا المعلومات والمصارف والسكر والنقل والسياحة.
وفق بيانات روسية، بلغت قيمة التبادلات التجارية بين البلدين 450 مليون دولار في العام 2022، 90 بالمئة منها مبيعات نفط وزيت حبوب الصويا للجزيرة.
في أيلول/سبتمبر الماضي، أعلنت كوبا توقيف أشخاص على خلفية شبهات بتهريب كوبيين للقتال لحساب روسيا في أوكرانيا.
ولم تصدر مذّاك أي معلومات بشأن ما توصّلت إليه التحقيقات.
ويلتقي لافروف دياز-كانيل قبل توجّهه إلى فنزويلا الثلاثاء ومنها إلى البرازيل للمشاركة في قمة مجموعة العشرين.