غزة (الاراضي الفلسطينية): أورد تلفزيون الأقصى في إعلان عاجل خبر مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحماس "الشيخ المجاهد القائد صالح العاروري في غارة صهيونية غادرة في بيروت مع اثنين من قادة القسام في بيروت".
ولم تعلّق إسرائيل على العملية، لكن، المصادر الأمنية اللبنانية قالت إن العاروري قتل مع خمسة أشخاص آخرين في ضربة نفذتها مسيرة إسرائيلية على مكتب لحركة حماس في المشرفية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ووصف عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق العملية ب"عملية اغتيال جبانة ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني".
وقال إن هذه الاغتيالات "لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا، أو النيل من استمرار مقاومته الباسلة"، مشيرا الى أنها "تثبت مجدّداً الفشل الذريع لهذا العدو في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية في قطاع غزَّة".
وأكدت حركة حماس "اغتيال" القيادي في الحركة الفلسطينية صالح العاروري في ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء، مع اثنين من قادة كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، واصفة العاروري في بيانها بأنه "قائد أركان المقاومة في الضفة الغربية وغزة ومهندس طوفان الأقصى"، في إشارة الى هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر."
صواريخ
وأطلقت كتائب القسام دفعة صواريخ من قطاع غزة باتجاه تل أبيب بعد الإعلان عن مقتل العاروري، وفق ما ذكر مصدر في حماس.
وقال مصدر حماس لوكالة فرانس برس "إن الاحتلال يدرك أن ردّ القسام والمقاومة قادم بحجم اغتيال القائد الكبير صالح العاروري".
تظاهرات في الضفة
وتجمّع نحو مئة فلسطيني في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة وحملوا أعلاما فلسطينية وهتفوا "طلقة.. بطلقة ونار بنار،بعون الله نأخذ الثار".
وأعلنت حركة فتح - إقليم رام الله أن الأربعاء "إضرابا عاما وشاملا في محافظتي رام الله والبيرة رداً على اغتيال" العاروري في بيروت.
من هو العاروري؟
وولد العاروري (51 عاما) في بلدة عارورة قرب رام الله عام 1966. وحصل على درجة البكالوريوس في "الشريعة الإسلامية" من جامعة الخليل في الضفة الغربية، وهو متزوج وله ابنتان.
وكان العاروري يقيم في بيروت، وهو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية المقيم في الدوحة. وساهم العاروري في تأسيس كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس في الضفة بين عامي 1991 و1992.
اعتقلته إسرائيل عام 1992 وقضى أكثر من 15 عامًا في السجن. ثم أعيد اعتقاله عام 2007 حتى عام 2010 عندما قرّرت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج الأراضي الفلسطينية. تمّ ترحيله آنذاك إلى سوريا واستقرّ فيها ثلاث سنوات قبل أن يغادرها ليستقر في لبنان.
كان أحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس عام 2011 بوساطة مصرية والتي أفرج بموجبها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان أسيرا لدى حماس.
ودهم الجيش الإسرائيلي قريته عارورة فجر 21 تشرين الأول/أكتوبر، وحوّل منزله الى مركز للتحقيق واعتقل حوالى عشرين شخصا من بينهم شقيق العاروري وتسعة من أقاربه، بحسب رئيس بلدية عارورة علي خصيب.
ونصب الجيش خلال العملية حينها لافتة على منزل العاروري عليها العلم الإسرائيلي، وفق شهود ومنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الجهاد الاسلامي
ونعت حركة الجهاد الإسلامي بدورها "القائد الوطني الكبير الشيخ صالح العاروري وإخوانه الشهداء إثر عملية اغتيال جبانة وغادرة نفذها العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية لبيروت".
وقالت الحركة إن الضربة الإسرائيلية "محاولة من العدو الصهيوني لتوسيع رقعة الاشتباك وجرّ المنطقة بأسرها إلى الحرب للهروب من الفشل الميداني العسكري في قطاع غزة والمأزق السياسي الذي تعيشه حكومة الكيان".