: آخر تحديث
فلسطينيون يبحثون وسط الأنقاض لانتشال الجثث

خراب ودمار في مستشفى كمال عدوان بشمال غزة بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي

33
26
21

غزة (الاراضي الفلسطينية): في باحة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا في شمال القطاع والتي استحالت ركاما، يسير فلسطينيون وسط الأنقاض لانتشال الجثث فيما يعلو بكاء أحدهم وهو يكفّن أحد الجثامين قبل دفنها.

في باحة هذا المستشفى الذي كان آخر مؤسسة استشفائية حكومية تعمل في الشمال، بدت آثار الدبابات والجرافات واضحة مع خراب كبير.

وكانت وزارة الصحة التابعة لحماس أعلنت في 12 كانون الأول/ديسمبر اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى، منددة بـ"حصار" استمر أياما عدة وباعتقال أفراد من طاقمه.

والسبت قال الجيش الإسرائيلي إنه "أنهى عمليته" في هذه المنطقة "التي استخدمتها حماس مركز قيادة ومراقبة".

وأوضح أن جنوده "اعتقلوا نحو ثمانين إرهابيا" في محيط المستشفى و"دمروا بنى تحتية إرهابية وعثروا على الكثير من الأسلحة"، لافتا إلى "استجواب" الطاقم الطبي الذي "أقر بإخفاء أسلحة داخل حاضنات مخصصة أصلا لأطفال خدج".

غير أن حماس نددت بـ"مجزرة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني (...) تمثلت بتجريف خيام النازحين في ساحة المستشفى بمن فيها من الجرحى والنازحين ما تسبب في دفنهم أحياء واستشهادهم".

تأثر شديد
أمام باحة المستشفى، وقف أبو محمد وهو يبكي قائلا "هدموا المبنى. قتلوا الأطباء. حتى الأطباء لم يسلموا منهم. لم يبقوا على أي شيء".

وأكد الرجل بتأثر "ابني هنا (مشيرا تحت الأنقاض). لا أعرف كيف سأعثر عليه. أين الدول العربية؟ أين (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي".

أما محمود عساف البالغ 50 عاما فقد أتى من جباليا مع عربة لإجلاء طفلين من أقاربه مصابين بحروق بالغة.

ويقول وقد بدا عليه التأثر الشديد "عند وصولي إلى المستشفى وجدت دمارا هائلا لا يوصف. المرضى في كل مكان. لا يوجد أي شيء صالح للحياة".

ويتابع "وجدت هادي وهو مشلول ملقى على ظهره تحت الكراسي وكل شيء فوقه" موضحا "دخلا (الطفلان) المستشفى قبل عشرة أيام. وبمجرد الانسحاب، جئت لأخذهما على وجه السرعة" وهما مصابان بحروق على كامل الجسم "من دون أي أكل أو شرب أو عناية".

ويضيف "هناك إصابات أخرى من أقاربي (في المستشفى) لا استطيع نقلها".

أضرار جسيمة
تعرّضت كل المنشآت الصحية والاستشفائية في قطاع غزة لأضرار جسيمة جراء القصف والعمليات البرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وأدّى هذا الهجوم إلى مقتل نحو 1140 شخصاً، معظمهم من المدنيين، إضافة إلى احتجاز 240 رهينة، بحسب أرقام السلطات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، يقصف الجيش الإسرائيلي القطاع بلا هوادة، ما أسفر عن مقتل 18800 شخص، 75 في المئة منهم من الأطفال، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وتتهم إسرائيل حماس باستخدام عدد من المستشفيات التي تتمتع بحماية خاصة بموجب قوانين الحرب، لإخفاء أسلحة وإقامة مراكز قيادة تحتها.

وأعربت منظمة الصحة العالمية الأحد عن "قلق بالغ أيضًا إزاء تطورات الوضع في مستشفى كمال عدوان، وهي بصدد جمع المعلومات على وجه السرعة".

يقول أبو محمد وقد غلبه اليأس "مللنا. يقتلوننا منذ 1948، فليرشوا علينا (السلاح) الكيميائي ويقتلونا لنرتاح بدلا من هذا العذاب".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار