وارسو: تعهد دونالد توسك مرشح التحالف المؤيد لأوروبا لرئاسة الوزراء في بولندا، اتخاذ إجراءات فورية بحال توليه المنصب لوقف "هدم" البلاد الذي اتهم الحكومة الحالية بالقيام به.
وفاز التحالف المعارض المؤلف من قوى مؤيدة للاتحاد الأوروبي، هي "الائتلاف المدني" الوسطي و"الطريق الثالث" (حزب ديموقراطي مسيحي) واليسار، بالغالبية في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 15 تشرين الأول/أكتوبر.
دعوة البرلمان
ويتوجب على الرئيس البولندي أندريه دودا دعوة البرلمان الجديد لعقد جلسته الأولى في موعد لا يتجاوز ثلاثين يوماً من صدور النتائج، وتكليف شخص مهمة تشكيل الحكومة الجديدة. وتنتهي هذه المهلة الأسبوع المقبل.
ولا يحدّد القانون من يتوجب تكليفه بتشكيل الحكومة. بالتالي، سيختار رئيس الدولة شخصية من الحزب الرئيسي الممثل في البرلمان الجديد، وهو حاليا حزب القانون والعدالة المقرّب منه.
والإثنين، قال رئيس الوزراء ماتيوش مورافيتسكي إنه سيطلب من البرلمان التصويت على منحه الثقة لتأليف حكومة أقلية، وهي خطوة يحكمها الفشل ما لم يتمّ تشكيل تحالفات غير قائمة راهنا.
وفي حال سقوط هذا المشروع، يتوقع أن يتمّ تكليف توسك تشكيل حكومة جديدة.
اجتماع
وعقد توسك الجمعة اجتماعا لحكومته المحتملة، اتهم خلاله حزب القانون والعدالة القومي الشعبوي الحاكم، بتخصيص "أسابيعه الأخيرة (في الحكم) من أجل تدمير وهدم الدولة البولندية وتحويل تدفقات مالية لصالحه".
وتتطرق وسائل الإعلام البولندية يوميا في الآونة الأخيرة، الى تعيينات إدارية يصعب إلغاؤها، وتوقيع عقود تمتد أعواما ونفقات هائلة.
طابور خامس
وقال توسك، وهو رئيس سابق للمجلس الأوروبي، "نلاحظ محاولات لتدعيم بعض المؤسسات التي تعتمد على الأموال العامة"، متحدثا عن "مبالغ ضخمة... ومحاولة لترك طابور خامس من حزب القانون والعدالة أينما أمكن".
وشدد على أنه من أجل وقف هذه المحاولات أو الحدّ من أثرها على الأقل "يجب اتخاذ قرارات حرفيا في الساعة التي تلي" تولي الحكومة الجديدة مهامها، وهو ما يمكن أن يحصل اعتبارا من الأربعاء المقبل.
وتطرق توسك على وجه الخصوص للمجالات المتعلقة بسيادة القانون والاعلام. كما ذكر المشاركة المستقبلة لبولندا في عمل النيابة العامة الأوروبية، واللجوء الى عمليات التدقيق والتحقيق، وإقرار ميزانية معدلة للدولة وحل المشاكل على الحدود مع أوكرانيا المعطلة منذ أكثر من شهر من قبل سائقي شاحنات ومزارعين يستنكرون "منافسة غير شريفة" من قبل كييف.