قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية): قُتِلَ المئات في غارة إسرائيلية على ساحة مستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، عشية وصول الرئيس الأميركي جو بايدن الى إسرائيل.
وأفادت الوزارة في بيان عن سقوط مئات النازحين "الذين قصفهم الاحتلال في ساحة المستشفى" في وسط مدينة غزة قتلى، مشيرة الى أن هناك "مئات (..) تحت الأنقاض".
النيران تشتغل بعيد قصف إسرائيلي على مستشفى المعمداني في غزة(منصة X)
وتكتظ أروقة وساحات مستشفيات قطاع غزة شمالا وجنوبا، بنازحين لجأوا اليها آملين في النجاة من القصف الإسرائيلي المتواصل منذ عشرة أيام على قطاع غزة، لا سيما بعد الإنذار الذي وجهه الجيش الإسرائيلي الى سكان مدينة غزة بالنزوح جنوبا.
وندّد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في بيان بـ"جريمة حرب جديدة يرتكبها الاحتلال بقصف مستشفى الأهلي العربي"، مشيرا الى أن "المستشفى كان يضم مئات المرضى والجرحى والنازحين من منازلهم قسريًا بسبب الغارات".
ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب وكالة فرانس برس التعليق.
وقُتِل الثلاثاء على الأقل ستة أشخاص نزحوا إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة في مخيم المغازي في وسط قطاع غزة، بحسب ما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) التي وصفت الأمر بال"مشين".
وكانت آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة في غزة قبل هذا القصف تشير الى مقتل ما لا يقل عن 2750 شخصا في قطاع غزة، غالبيتهم من المدنيين، في القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تاريخ بدء حركة حماس هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية.
الجانب الإسرائيلي
وبلغ عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي أكثر من 1400 منذ بدء الهجوم، معظمهم مدنيون. وخطفت حركة حماس 199 رهينة خلال هجومها، وفق الجيش الإسرائيلي.
ودعا الجيش الإسرائيلي الجمعة المدنيين في مدينة غزة (1,1 مليون نسمة) إلى الانتقال نحو جنوب القطاع، "لحماية أنفسهم" واستعدادا لعملية برية للجيش.
ونزح أكثر من مليون شخص خلال أسبوع في القطاع المحاصر الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا ويقطنه 2,4 مليون شخص، بحسب الأونروا.
في موازاة هذه التطورات المأسوية، تكثف النشاط الدبلوماسي المرتبط بالحرب خلال الأيام الماضية.
زيارة بايدن
ويزور الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء إسرائيل لتأكيد "تضامن" الولايات المتحدة معها، في وقت تتكثف الجهود لتخفيف حدة أزمة إنسانية كبيرة في قطاع غزة.
كما تركز التحركات الدبلوماسية على تجنب أن تمتد رقعة الحرب إلى مناطق ودول أخرى الشرق الأوسط.
وتمنع إسرائيل منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر وصول المياه والكهرباء والمواد الغذائية إلى قطاع غزة الذي تفرض عليه في الأساس حصارا محكما منذ سيطرة حركة حماس عليه في العام 2007.
في مدينة خان يونس في جنوب القطاع، تضاعف تقريبا عدد سكان المدينة البالغ نحو 400 ألف نسمة.
مخزونات
وحذرت الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي عبير عطيفة بالقول "تكفي المخزونات الغذائية داخل المتاجر، لأقل من بضعة أيام، ربما لأربعة أيام أو خمسة أيام".
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أحمد المنظري لوكالة فرانس برس بشأن نقص الإمدادات الأساسية إن الأمر قد يحتمل "الأربع والعشرين ساعة المقبلة بعد ذلك ستكون كارثة حقيقية.. لا وقود وبالتالي لا كهرباء ولا مياه لعموم سكان غزة وبالأخص للمستشفيات والمؤسسات الصحية".
ويتجمّع مئات من الفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية قرب معبر رفح الحدودي مع مصر، المنفذ الوحيد الى الخارج غير الخاضع لسيطرة إسرائيل في قطاع غزة، منذ الاثنين، عل أمل أن يفتح ويتمكنوا من الخروج. وتشترط مصر إدخال مساعدات إنسانية الى القطاع، في مقابل فتحه.
وقال جميل عبدلله الذي يحمل جواز سفر سويديا "الوضع كارثي أكثر مما كنت أتصور"، مضيفا "الجثث في الشوارع. المباني تنهار على ساكنيها. الدماء في كل مكان. رائحة الموت في كل مكان".
وذكر عاملون في مجال الإغاثة الثلاثاء أن قوافل مساعدات إنسانية متمركزة في العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء المصرية، توجهت إلى معبر رفح الذي لا يزال مغلقا، على أمل أن تعبر الى قطاع غزة، فيما تعرضت مدينة رفح لقصف إسرائيلي.
وقالت هبة راشد من مؤسسة مرسال المصرية غير الحكومية "وصلنا المعبر.... في انتظار الخطوة" القادمة، فيما احتشدت مئات الشاحنات على الطريق الممتد على 40 كيلومترا بين العريش ورفح، وفق مصادر إغاثية أخرى.
في جنوب قطاع غزة، يتم حفر القبور استعدادا لملئها. وفي مناطق أخرى، يتمّ تخزين جثامين القتلى في برادات سيارات المثلجات أو دفنها في مقابر جماعية، وفق مراسلي فرانس برس.
وحشدت إسرائيل آلافا من الجنود النظاميين والاحتياطيين عند الحدود مع قطاع غزة تحضيرا لغزو محتمل.
وداخل إسرائيل، نزح أو أجلي نحو 500 ألف شخص من التجمّعات السكانية المحيطة بقطاع غزة وحدود إسرائيل الشمالية مع لبنان، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء.
ولم يتجاوز الإسرائيليون بعد الصدمة التي خلّفها أسوأ هجوم في تاريخ البلاد والذي حطّم الثقة بالحكومة والقوات الأمنية.
بلينكن
وبعد محادثات ليلية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتاياهو، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن زيارة بايدن تشكل رسالة "تضامن مع إسرائيل" و"التزام صارم بأمنها".
لكنه قال إنّ بايدن يأمل أن "يسمع من إسرائيل كيف ستدير عملياتها بطريقة تقلّل من الخسائر في صفوف المدنيين وتتيح تدفّق المساعدات الإنسانية إلى المدنيّين في غزة بطريقة لا تستفيد منها حماس".
ويلتقي الرئيس الأميركي أيضا في العاصمة الأردنية عمان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في إطار "قمة رباعية"، على ما أعلن الأردن.
وسيسعى بايدن خلال زيارته لتفادي حرب إقليمية مع إيران الداعمة لحماس والتي حذرت الإثنين من "إجراء استباقي" محتمل ضد إسرائيل "خلال الساعات القادمة" يقوم به حزب الله اللبناني.
جبهة لبنان
وأعلنت إسرائيل الثلاثاء أنها قصفت ليلا أهدافا "إرهابية" لحزب الله في لبنان.
وأعلن الجيش أنه قتل "أربعة إرهابيين" حاولوا التسلل من لبنان و"زرع عبوة ناسفة".
وأكد حزب الله في وقت لاحق الثلاثاء مقتل أربعة من عناصره.
وأدت المواجهات المتواصلة في الأيام الأخيرة على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان إلى سقوط قتلى في الجانبين وتفاقم المخاوف من اتساع رقعة الحرب.
في الضفة الغربية المحتلة، قتل ما لا يقل عن 61 فلسطينيا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في مواجهات بين فلسطينيين وإسرائيليين، وفق السلطات المحلية.
وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والقادة العسكريون الإسرائيليون عزمهم تدمير حماس والقضاء على التهديد الذي تشكله بعد هجومها الذي شُبّه بأحداث 11 أيلول/سبتمبر.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي جوناتان كونريكوس الثلاثاء أن الجيش الإسرائيلي "سيبدأ انشطته العسكرية المكثفة عندما يحين الوقت المناسب". وحذر "في حال قتل رهائن نحمل حماس المسؤولية وستدفع حماس الثمن".
ودون هذه العملية مخاطر في قطاع غزة الذي يشهد كثافة سكانية عالية مع انتشار أنفاق في شماله تحوي أسلحة لحركة حماس ويلجأ إليها مقاتلوها.
وتعتبر الولايات المتحدة والكثير من الحكومات الغربية حركة حماس منظمة إرهابية فيما شبهتها إسرائيل بتنظيم الدولة الإسلامية.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الاثنين أن الحركة تحتجز 200 إسرائيلي، فيما تحتجز فصائل أخرى في أماكن أخرى حوالى 50 آخرين، على حد قوله.
وأظهر تسجيل مصوّر تم بثه على قناة حماس الرسمية على تطبيق "تلغرام" شابة تتحدث العبرية وتتلقى العلاج اثر إصابة في الذراع. وأشار التسجيل إلى أن الشابة خُطفت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وتبين أنها الفرنسية الإسرائيلية ميا شيمز
وطالبت والدتها كيرين شيم الثلاثاء "زعماء العالم بإطلاق سراح ابنتها". وقالت في مؤتمر صحافي في تل أبيب "أطلب من زعماء العالم إعادة ابنتي إلينا في الحالة التي هي عليها اليوم، وكذلك الرهائن الآخرين"، مضيفة "أتوسّل العالم لإعادة طفلتي إلي".
في بيروت، أعلن وزير الخارجية التركي حقان فيدان أن بلاده بدأت "نقاشا" مع حركة حماس لإطلاق رهائن.
وقال فيدان في مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب خلال زيارة إلى لبنان "وصلتنا حتى الآن طلبات من دول عدة لإطلاق سراح مواطنيهم. وبالنتيجة، بدأنا نقاش هذا الموضوع وخصوصاً مع الجناح السياسي في حركة حماس"، مضيفا "جهودنا متواصلة" في هذا الصدد.