بروكسل: حثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته الأولى لمقرّ حلف شمال الأطلسي في بروكسل الأربعاء الدول الأعضاء في الحلف على تكثيف دعمهم لبلاده مع اقتراب فصل الشتاء.
وقال زيلينسكي "نحن بحاجة إلى دعم القادة ولهذا السبب أنا هنا". وكان زيلينسكي عبر الثلاثاء عن قلقه من انعكاسات الحرب بين اسرائيل وحماس على مساهمة الحلفاء في دعم بلاده بعد الهجوم الذي شنته السبت الحركة الإسلامية الفلسطينية من غزة.
وشارك زيلينسكي في اجتماع لوزراء دفاع دول الناتو في إطار زيارة مفاجئة.
وقال أمام الدول الأعضاء في مجموعة رامشتاين التي تحمل اسم القاعدة الأميركية في ألمانيا حيث التقت هذه الدول للمرة الأولى لتنسيق الدعم العسكري لأوكرانيا "أيها الأصدقاء الأعزاء، يجب أن ننتصر في معركة الشتاء ضد الإرهاب".
وسعى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الذي تعد بلاده المساهم الرئيسي في المجهود الحربي الأوكراني، إلى طمأنته في بداية الاجتماع وقال "نحن هنا لتقديم ما يتطلبه الأمر وطالما استغرق ذلك".
اوستن
وأعلن عن مساعدات عسكرية أميركية جديدة بقيمة 200 مليون دولار لأوكرانيا على شكل أنظمة دفاع مضادة للطائرات التي تؤكد أوكرانيا حاجتها الماسة إليها قبل الشتاء.
والشتاء الماضي، قصفت روسيا البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مما أدى إلى حرمان السكان بشكل متكرر من الكهرباء أو التدفئة. وهو وضع لا تريد كييف وحلفاؤها حدوثه مرة أخرى.
وقال دبلوماسي في الحلف خلال الأسبوع الجاري إنه سيتم التركيز على "درع شتوية" مضادة للطائرات.
وقال زيلينسكي إن "الدفاع المضاد للطائرات جزء مهم من الرد"، شاكرًا حلفاءه على المساعدة التي تلقتها أوكرانيا حتى الآن.
أكد زيلينسكي أن "صمودنا هذا الشتاء أمر ضروري بالنسبة لنا".
ورحب الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بزيلينسكي الذي حرص على طمأنته بشأن التزام الحلفاء الذين يخشى بعضهم أن يضعف بعد أقل من 600 يوم من الحرب.
وقال ستولتنبرغ إن "معركتكم هي معركتنا وأمنكم هو أمننا".
وكان الرئيس الأوكراني حذر الثلاثاء على قناة تلفزيونية فرنسية من أن "الاهتمام الدولي يمكن أن يبتعد عن أوكرانيا وسيكون لذلك عواقب".
من جهته، قال وزير الدفاع الهولندي كايسا أولونغرين قبيل بدء الاجتماع إن "الحرب في أوكرانيا تحظى باهتمامنا وأوكرانيا تحظى بدعمنا الكامل".
مع ذلك، تخشى دول الحلف من تراجع في الدعم الأميركي.
وتقدم الولايات المتحدة وحدها نصف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، ويأتي الباقي بشكل رئيسي من الدول الأعضاء الأخرى في الناتو.
لكن مساعدة أميركية وعِدت بها أوكرانيا دفعت ثمن تسوية في الكونجرس لتجنب شلل ميزانية البلاد، ولا شيء يشير إلى التوصل إلى اتفاق سريع بشأن هذه النقطة.
وتقدر الرئاسة الأميركية أن الزيادة اللازمة لمواصلة دعم المجهود الحربي الأوكراني ستكون 24 مليار دولار.
وفي مقر الحلف، يعلم الحلفاء أن أوروبا لا تستطيع أن تحل محل الولايات المتحدة. وقال دبلوماسي أوروبي في الحلف خلال الأسبوع الجاري أنهم ليس لديهم النية ولا السبل لتحقيق ذلك.
لكن على المدى القصير، لا أحد يشعر بالقلق من احتمال انقطاع أو مراجعة البرامج الحالية في ضوء الأحداث في إسرائيل إذ أعلنت الولايات المتحدة زيادة مساعداتها العسكرية.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الحلف شمال الأطلسي، جوليان سميث للصحافيين الثلاثاء: "فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان الدعم الأميركي لإسرائيل يمكن أن يؤثر على الدعم الأميركي لأوكرانيا أم لا، فإننا لا نتوقع أي مشكلة في هذا الموضوع".
وصرح دبلوماسي من إحدى الدول الأعضاء إن الحلف لم يدع إلى لعب دور محدد في هذه المنطقة من العالم، لكن وزراء دفاع الحلف سيجتمعون الخميس مع نظيرهم الإسرائيلي في مؤتمر عبر الفيديو.