إيلاف من لندن: اتفق السوداني خلال مباحثات اجراها في أربيل الثلاثاء مع القادة الاكراد على إرساء علاقة جديدة متينة تقود الى حل المشاكل بين الحكومتين الاتحادية والكردستانية.
وخلال اجتماع عقده رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في أربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي اليوم مع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني فقد أكد حرص حكومته على التواصل مع جميع القوى السياسية، وتحقيق المزيد من التفاهمات بما ينعكس على مستوى الأداء العام، في تقديم الخدمات للمواطنين.
من جانبه عبر بارزاني عن ارتياحه لجهود الحكومة في الإصلاح، كما أكد دعمه للبرنامج الحكومي الذي يتضمن محاور قادرة على النهوض بالواقع الاقتصادي والتنموي للعراق كما نقل عنه المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة العراقية تابعته "ايلاف".
ويرافق السوداني في زيارته الى إقليم كردستان الذي وصله صباح الثلاثاء وفد حكومي يضمّ وزراء: الخارجية، والداخلية، والتخطيط، والهجرة والمهجرين، ورئيس هيئة المنافذ الحدودية، ونائب الأمين العام لمجلس الوزراء ووكيل جهاز الأمن الوطني وعدداً من المستشارين.
تضامن القوى والطوائف العراقية
وخلال اجتماعه مع رئيس اقليم كردستان نجيرفان بارزاني فقد ثمن السوداني بجهوده في تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية وبحثا آخر المستجدات في العلاقات بين أربيل وبغداد والوضع الراهن في العراق تبادلا وجهات النظر حول التحديات.
وعبر بارزاني عن شكره للسوداني على استكمال اجراءات تحويل حلبجة الى محافظة واقرار مشروع قانون الموازنة العراقية للسنوات الثلاث المقبلة للتصويت عليها في مجلس النواب.
من جهته، اشاد السوداني بدور نيجيرفان بارزاني في التقريب بين الاطراف السياسية وعلاقاته مع القوى والاحزاب والمكونات العراقية وجهوده وخطواته للوحدة والتفاهم. وشدد على أن استقرار وأمن تطور العراق، بما في ذلك إقليم كردستان، مرتبط ببعض، معتبرا تحويل حلبجة الى محافظة "خدمة صغيرة للجريمة المرتكبة بحقها".
واتفق الجانبان على أهمية التضامن والوحدة بين القوى والطوائف العراقية للحفاظ على الاستقرار السياسي في البلاد وحل القضايا بين أربيل وبغداد على أساس الدستور، وشددا ايضا على أهمية القطاع الخاص ودوره في تطوير البلاد في مختلف المجالات. كما بحث الاجتماع العلاقات بين العراق وإقليم كردستان مع دول الجوار وآخر المستجدات في المنطقة بشكل عام كما قال مكتب بارزاني.
وبعد الاجتماع عقد السوداني وبارزاني اجتماعا اخر مع قادة القوى والأحزاب السياسية وممثلي المكونات الدينية والعرقية في إقليم كردستان، حيث تبادلوا وجهات النظر حول الوضع الراهن في العراق ومن ضمنه اقليم كردستان.
آفاق أوسع من العمل المشترك
وخلال اجتماع السوداني مع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، فقد جرى بحث عدد من القضايا والملفات المشتركة، والتأكيد على العمل المشترك والتعاون لحل كل الإشكالات بين بغداد وأربيل.
السوداني مجتمعاً في أربيل الثلاثاء 14 مارس 2023 مع رئيس حكومة اقليم كردستان العراق مسرور بارزاني (مكتبه)
وأكد السوداني أن "الحكومة تمتلك الإرادة والرغبة الجادة في إنهاء هذه الملفات العالقة وبشكل جذري والانتقال إلى أفق واسع من العمل المشترك والفرص الاقتصادية، التي تعود بالخير على أبناء شعبنا في كردستان وكل المحافظات".
من جانبه أكد بارزاني حرص حكومة الإقليم على استمرار المباحثات مع الحكومة الاتحادية، التي أحرزت تقدماً، وتمخضت عن إقرار مشروع قانون الموازنة، والمضي نحو معالجة النقاط الخلافية، مثمناً قرار مجلس الوزراء بخصوص تحويل قضاء حلبجة إلى محافظة، الذي يتزامن مع استذكار فاجعة قصفها بالسلاح الكيمياوي.
وفي ختام الاجتماع كتب بارزاني تغريدة قال فيها "استقبلنا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني حيث تبادلنا وجهات النظر المتفائلة بشأن مستقبل العراق وتعزيز العلاقات بين بغداد واربيل".
تعزيز التنسيق
ومن جانبه قال مكتب مسرور بارزاني ان الاجتماع سادته أجواء ودّية تم خلاله التأكيد على أهمية إعداد مشروعي قانوني المحكمة الاتحادية العليا، والنفط والغاز، بالإضافة إلى تنفيذ اتفاق سنجار بحذافيره، بما يشمل إخراج المجاميع والميليشيات المسلحة وتطبيع أوضاع المنطقة وإعادة إعمارها، وكذلك تعويض المتضررين من نظام البعث وفق الدستورولا سيّما عوائل وذوي شهداء القصف الكيمياوي والمؤنفلين، إلى جانب تعزيز التنسيق بين البيشمركة والجيش العراقي لحماية الأمن والاستقرار في العراق وإقليم كردستان.
وكتب مسرور بارزاني تغريدة على حسابه في "تويتر" قائلا "إن حسن نوايا سيادته يشكّل أهمية في استعادة الثقة. ويعد إقرار مشروع قانون الموازنة الاتحادية والتقدم في ملف الطاقة، أساساً لإرساء علاقة جديدة متينة . فلنعمل على حل المشاكل وفق هذا الأساس.
تفاهمات
وتأتي زيارة السوداني الى اقليم كردستان هذه بعد يوم من موافقة الحكومة الاتحادية على الموازنات العامة للبلاد لاعوام 2023 و2024 و2024 وإحالتها الى مجلس النواب حيث اشار في مؤتمر صحافي أمس الى ان حصّة إلاقليم فيها هي مثلما وردت في الموازنات السابقة بنسبة 12.6 موضحاً أنه قد تم التوصل الى تفاهمات مع ممثلي الإقليم أفضت للموافقة على مشروع الموازنة واحالته الى البرلمان لمناقشته والموافقة عليه.
وقبل يومين أرسلت الحكومة الاتحادية 400 مليار دينار (حوالى 3 ملايين دولار) إلى اربيل لسداد رواتب موظفي الاقليم لشهر نيسان ابريل المقبل .
وعن المشاكل مع إقليم كردستان فقد أكد السوداني خلال المؤتمر الصحافي التوصل الى اتفاق شامل للقضايا العالقة بين بغداد وأربيل من دون توضيحات أكثر.. منوهاً الى أنه للمرة الأولى يتم إيداع الإيرادات الكلية للنفط المنتج في الإقليم بحساب مصرفي تودع فيه ويخضع للإدارة الاتحادية في بغداد.
حل الخلافات بين بغداد وأربيل
ونوه الى انه في حال حصول أي خلافات بين بغداد وأربيل هناك لجنة ترفع توصياتها إلى رئيس الوزراء الاتحادي لمعالجتها وهو أمر يؤكد مضي بغداد وأربيل نحو إقرار قانون النفط والغاز المختلف عليه.
وبعد زيارته لأربيل يتوقع أن يزور السوداني غدا الأربعاء مدينة السليمانية مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة بافل طالباني للمشاركة في ملتقى فكري يعقد هناك .
وتتناول مناقشات السوداني مع القيادات الكردية أيضاً بحسب مصادر إعلامية كردية ما يتعلق بتنفيذ المادة 140 الدستورية حول مصير محافظة كركوك وأوضاع المناطق الكردية خارج إدارة إلاقليم وتنفيذ اتفاقية تطبيع أوضاع سنجار والمستحقات المالية للإقليم.
وهذه هي الزيارة الاولى للسوداني الى إقليم كردستان منذ توليه رئاسة الحكومة أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.