إيلاف من بيروت: قد تستغرق القاعدة الصناعية ما يصل إلى خمس سنوات لإنتاج ما يكافي من الذخائر لتجديد المخزونات الأميركية. إنها ليست مجرد قذائف مدفعية، فقد يستغرق صنع صواريخ جافلين وستينغر من ست إلى ثماني سنوات لتموين المخزون الأميركي. هذا الأمير يدعو إلى التساؤل عما إذا كان بإمكان الأميركيين خوض حرب أخرى ضد خصم مثل الصين من دون نفاد ذخيرتهم، خصوصًا أنهم يمدون الأوكرانيين ببعضها.
مخزون الذخيرة مقلق
نقلت الولايات المتحدة أكثر من مليون قذيفة من عيار 155 ملم، بما فيها قذائف دقيقة التوجيه، إلى أوكرانيا منذ اندلاع الحرب قبل عام تقريبًا. وهذا خط أحمر بالنسبة إلى جيش الولايات المتحدة، ما يعني أنه "من غير المرجح إعادة بناء المخزونات في غضون خمس سنوات".
كما بدأ استعماا صواريخ Excalibur الموجهة بدقة في التراجع، إذ تلقت أوكرانيا 5200 صاروخ منها. ترسل الولايات المتحدة نحوالي ألف صاروخ منها شهريًا، لكن الإنتاج السنوي من الذخيرة القيمة يبلغ الف صاروخ سنويًا. قد يستغرق استبدال المخزونات الأميركية لهذا النوع من الذخيرة ما يصل إلى سبع سنوات.
تم إرسال ما يصل إلى 8500 صاروخ جافلين المضاد للدبابات إلى ساحة المعركة وتم نقل 1600 صاروخ ستينغر مضاد للطائرات، وفقًا لجدول في التقرير تم تجميعه باستخدام مصادر وتقارير إخبارية في البنتاغون.
يحتاج الجيش الأميركي إلى الذخيرة أيضًا
وأشار مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية إلى أن جنود المدفعية الميدانية العسكرية الأميركية ومشاة البحرية يحتاجون إلى قذائف للتدريب والاحتفاظ بالكفاءة، ناهيك عن الذخيرة المطلوبة إذا اندلعت حرب. كان الصراع في أوكرانيا بمثابة نزاع مدفعي منذ البداية. يوصف الجيش الروسي أحيانًا بأنه قوة مدفعية ذات دبابات. ترد أوكرانيا أيضًا بمدافع الهاوتزر M777 الأميركية التي تلقتها أول مرة في أبريل الماضي. ومنح الأوكرانيون مؤخرًا مدافع هاوتزر الأميركية بالادين من عيار 155 ملم ذاتية الدفع، وهي جوهرة فرع المدفعية الميدانية للجيش.
قدر التقرير أن أوكرانيا تطلق 143 ألف قذيفة في الشهر أو ما يقرب من 4700 قذيفة كل يوم. هذا أمر غير مستدام بالنسبة للولايات المتحدة. سيتعين على الجيوش الأخرى ضمن التحالف أن تتدخل في مرحلة ما لتكون مصادر قذائف المدفعية. كتب المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية مارك كانسيان أن هذا السيناريو يمكن أن يتحول إلى أزمة، وقد تضطر أوكرانيا إلى "تقنين القذائف وإطلاق النار على الأهداف ذات الأولوية القصوى فحسب".
القتال العنيف يتطلب نيرانًا غزيرة
سيكون هذا الشرط غير مقبول بالنسبة للأوكرانيين لأن القتال العنيف الحالي في منطقة دونيتسك، خاصة حول مدينتي باخموت وسوليدار، يتطلب نيران مدفعية كبيرة لأن الجنود الروس يتقدمون في موجات.
وأقر متحدث باسم البنتاغون إلى حد ما بالمشكلة لكنه يعتقد أن الجيش يراقب الوضع عن كثب. لا يبدو العميد في سلاح الجو بات رايدر قلقًا للغاية بشأن تناقص مخزونات الذخيرة. قال رايدر في بيان صحفي: "لن نتراجع عن متطلبات الاستعداد لدينا لأننا نأخذ في الاعتبار احتياجات المساعدة الأمنية لأوكرانيا".
أحد المصادر التي يمكن أن تساعد في تخفيف المشكلة هو كوريا الجنوبية. يمتلك الجيش الكوري الجنوبي قوة مدفعية كبيرة وقاعدة صناعية منتجة يمكنها توفير قذائف عيار 155 ملم لأوكرانيا. وقال رايدر إن البنتاغون يجري مناقشات مع حكومة كوريا الجنوبية لزيادة المساعدة في جهود الإمداد. وافقت الولايات المتحدة على شراء 100 ألف قذيفة من كوريا الجنوبية في نوفمبر، لكن أوكرانيا ساستهلكها بسرعة.
قذائف أخرى
هناك خيار صعب آخر يتمثل في استخدام أوكرانيا لمدافع هاوتزر وذخيرة أخف وأقصر مدى وأقل فتكًا، من عيار 105 ملم، لكن من الواضح أن المدافعين يفضلون جولات الضرب الأكثر صعوبة والقذيفة الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (Excalibur).
قد يرغب المشرعون في الكونغرس في عقد جلسة استماع بشأن هذه المشكلة. هناك جمهوريون يشككون في الفرضية الكاملة لمساعدة أوكرانيا ماليًا وعسكريًا، وسيضيف هذا الوضع مزيدًا من الوقود إلى النيران المشتعلة بين الحزبين. قد يتعين على وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي الإجابة عن بعض الأسئلة الصعبة حول كيف يمكن للجيش الأميركي مواصلة نقل القذائف والأسلحة الأخرى إلى أوكرانيا وما إذا كان بإمكان الدول الأخرى تحمل هذا الركود.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها برنت إم ايستوود ونشرها موقع "1945" الأميركي