يوم الأحد الماضي، شاهد العالم بذهول الآلاف من أنصار جايير بولسونارو يقتحمون الكونغرس والمحكمة العليا والقصر الرئاسي في البرازيل.
وفي مشهد مشابه للهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي قبل عامين تقريبا، اقتحم المتظاهرون المباني وهم يهتفون بأن الانتخابات الرئاسية قد زورت، وأن بولسونارو هو الفائز الحقيقي.
لكن كيف نُظمت هذه المظاهرة العنيفة على مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية ومراقبي وسائل التواصل الاجتماعي؟ إننا نجري تحقيقا في هذا الأمر لمعرفة كيف حدث ذلك.
دعوات إلى "حفل"
خلال الأشهر الأخيرة، كان أنصار بولسونارو ينشرون نظريات المؤامرة عبر الإنترنت، ويروجون لفكرة أن الرئيس السابق كان الفائز الحقيقي في الانتخابات.
- اقتحام الكونغرس البرازيلي: اعتقالات جماعية ولولا يدين أعمال الشغب "الإرهابية"
- اقتحام الكونغرس في البرازيل: كيف غذى أنصار ترامب أعمال الشغب؟
وفي الأيام التي سبقت الهجوم على الكونغرس البرازيلي، احتدمت النقاشات وتضمنت سلسلة من الاستعارات والتعبيرات غير المباشرة. وكان الخطاب الأبرز هو دعوة البرازيليين لحضور "حفل سيلما".
وكلمة "سيلما" مشتقة من كلمة "سيلفا"، والتي تعني الغابة باللغة البرتغالية، ويستخدمها الجيش البرازيلي أيضا كتحية أو دعوة لحشد الجنود في المعارك.
وقبل أربعة أيام من أعمال الشغب، انتشر مقطع فيديو عن "حفل سيلما" في مجموعات على تطبيق "تليغرام" للتواصل الاجتماعي. وفي هذا المقطع، يصف رجل "مكونات" هذا "الحفل"، بما في ذلك علامة تجارية من السكر البرازيلي تسمى "يونيون"، وخمسة رؤوس كبيرة من الذرة. وكانت كلمة "الذرة" عبارة عن استعارة أخرى، فكلمة "ميلهو" بالبرتغالية تعني الذرة، في حين تعني كلمة "ميلهاو" مليون، وبالتالي كانت هذه الرسالة تعني توجيه الدعوة إلى خمسة ملايين شخص للمشاركة في الاحتجاج.
خداع المراقبين
وتحظر معظم منصات التواصل الاجتماعي الدعوات إلى العنف وترفضها، وبالتالي فمن المحتمل أن هذه الاستعارات كانت تهدف إلى خداع المراقبين على المحتوى والتهرب منهم.
وفي مقطع فيديو نُشر على تطبيق "تك توك"، وحُذف منذ ذلك الحين، قالت امرأة صراحة إنها لم تعد تتحدث عن السياسة على "تك توك" لأنها لا تريد إزالة حسابها، ثم انتقلت للحديث عن "حفل سيلما".
وفي أماكن أخرى، كان الناس ينشرون أشياء عن "حفلات" أخرى، بما في ذلك حفل لابنة عم سيلما، "تيلما"، في ساو باولو، وشقيقتها "فيلما" في ريو دي جانيرو. لكن هذه الأحداث لم تكتسب الكثير من الزخم في الوقت الحالي.
لكن منصة التواصل الاجتماعي الرئيسية التي تخضع للتدقيق هي تويتر، التي انتشرت عليها هاشتاغات مثل #حفلات_سيلما، خلال عطلة نهاية الأسبوع. واُستخدم الهاشتاغ "لدعوة" الناس للحضور إلى مجمع المباني الحكومية المعروف باسم "ساحة القوى الثلاث" خارج الكونغرس.
قلة المراقبين
ومنذ أن استحوذ إيلون ماسك على تويتر، سرحت الشركة الكثير من الموظفين، بما في ذلك موظفين في البرازيل كان دورهم يتمثل في معالجة المعلومات المضللة حول الانتخابات. وأكد تويتر وماسك مرارا وتكرارا على أنهما يتعاملان مع المحتوى الأكثر ضررا على الموقع.
ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي تؤدي فيها المعلومات المضللة عبر الإنترنت إلى اعتداء على الديمقراطية، فقد اعترف الرئيس التنفيذي السابق لتويتر، جاك دورسي، في جلسة استماع بشأن اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي في عام 2021، بأن المعلومات المضللة على المواقع الاجتماعية لعبت دورا في التحريض على العنف.