إيلاف من لندن: في مواجهة تصاعد العمليات الهجومية الدامية الاخيرة لداعش في العراق، تم الاربعاء الاعلان عن وضع القوات في حال تأهب، بينما وجه السوداني بتنفيذ ضربات استباقية لخلايا التنظيم.
خلال ترؤس رئيس الحكومة العراقية القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني في بغداد اليوم اجتماعاً أمنياً ضم رئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة وعدداً من كبار القادة الأمنيين والعسكريين من مختلف صنوف القوات الأمنية، تم بحث الخروقات الامنية الأخيرة في محافظتي كركوك وديالى (شمال شرق بغداد) وفي ضواحي العاصمة التي شهدت ثلاثة "هجمات ارهابية) خلال اسبوع واحد أدت إلى مصرع وإصابة عدد من منتسبي الأجهزة الأمنية والمدنيين.
قدم القادة العسكريون إيجازا مفصلا عن تلك الخروقات الامنية والخطط العسكرية الموضوعة للحيلولة دون تكرارها، كما قال مكتب اعلام رئاسة الحكومة في بيان تابعته "ايلاف".
تقييم شامل للخطط العسكرية
تعهد السوداني بأن ما حدث خلال الايام الاخيرة لن يمر من دون أن ينال المرتكبون القصاص، ووجه القادة العسكريين "بإعادة إجراء تقييم شامل للخطط الموضوعة وتغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطات لفلول الارهاب، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر داعش وتحدّ من حركتهم".
كما دعا جميع القادة والآمرين الى التواجد الميداني في قواطع العمليات وأن يكونوا قريبين من الضباط ومنتسبيهم والعمل على رفع معنوياتهم العسكرية، والوقوف بشكل مباشر على الخطط والتنفيذ الميداني لها.
ووجه السوداني أيضاً "بضرورة التنسيق العالي بين الأجهزة الاستخبارية والتأهب العالي والقيام بعمليات نوعية واستباقية ضد العدو أينما تواجد".
ضحايا عسكريون ومدنيون سقطوا في هجمات داعش خلال الايام الستة الاخيرة في مناطق متفرقة من العراق
قتل 5 ارهابيين وأعتقال 24 آخرين
بالتزامن مع ذلك، أعلن اللواء يحي رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اليوم عن مقتل 5 إرهابيين بضربة جوية في قضاء تلعفر الشمالي.
وأشار اللواء رسول في بيان تابعته "ايلاف" الى إنه "وفقاً لمعلومات دقيقة من الأبطال في جهاز مكافحة الإرهاب نفذ صقور الجو وطيران الجيش، ضربة جوية في قضاء تلعفر ضمن جبال شيخ ابراهيم"، موضحًا أن هذه العملية "أسفرت وفقاً للمعلومات الاستخبارية الاستباقية عن قتل 5 عناصر أحدهم من قيادات عصابات داعش الارهابي".
ومن جهتها أكدت خلية الإعلام الأمني للقوات العراقية المشتركة اليوم تمكن جهاز الاستخبارات العسكرية التابع لوزارة الدفاع من القبض على 24 إرهابياً خلال عمليات في 5 محافظات.
وبينت الخلية إنه "بعمليات استباقية وجهد استخباري لأقسام وشعب (استخبارات وأمن) قيادات عمليات بغداد والأنبار وميسان وديالى وكركوك فقد تم القاء القبض على 24 إرهابياً في مناطق متفرقة من هذه المحافظات .. موضحة أنه "جرى تسليمهم إلى الجهات المعنية ميدانياً وأصولياً".
ثلاثة هجمات أمنية دامية في أسبوع
تأتي هذه الاستعدادات والعمليات الاستباقية للقوات العراقية بعد ان شهدت محافظتا كركوك وديالى (شمال شرق) ومنطقة الطارمية بضواحي بغداد الشمالية ثلاث هجمات دامية خلال الاسبوع الاخير ادت الى مقتل 12 عسكريا ودنيا واصابة آخرين.
ومنذ الاربعاء الماضي، فجر داعش عبوات ناسفة في دوريات للجيش والشرطة العراقية في منطقة الطارمية في ضواحي بغداد الشمالية ومحافظة كركوك (222 كم شمال يغداد) ادت الى مصرع ثلاثة ضباط وعدد من عناصر الشرطة والجيش واصابة اخرين منهم.
كما وقع الاثنين الماضي هجوم على قرية البو بالي في قضاء الخالص بمحافظة ديالى، حين قامت مجموعة من المسلحين يستقلون دراجات نارية بمهاجمة القرية من ثلاثة محاور. استمر الهجوم نصف ساعة وأسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 3 آخرين بجروح.
سيطر تنظيم داعش في عام 2014 على مناطق شاسعة في العراق وسوريا المجاورة لكنه هُزم في البلدين على التوالي في عامي 2017 و2019. وفي حين أعلن العراق الانتصار على التنظيم أواخر عام 2017 لكن عناصره لا يزالون ينشطون في مناطق ريفية ونائية في البلاد حيث تشنّ القوات الأمنية عمليات بشكل متواصل ضدّ هذه الخلايا وتعلن من وقت لآخر مقتل عشرات المسلحين بضربات جوية أو مداهمات برية.
لا تزال الحدود بين سوريا والعراق تشكّل منطقة ضعف رئيسية يستغلها داعش الذي له "ما بين 6 آلاف إلى 10 آلاف مقاتل منتشرين في جميع أنحاء البلدين يتركز معظمهم في المناطق الريفية ويُقدّر أن معظمهم مواطنون سوريون وعراقيون"، بحسب تقرير لمجلس الأمن الدولي نشر في تموز/يوليو الماضي.
وجاءت عمليات داعش الاخيرة هذه فيما احتفل العراق في العاشر من الشهر الحالي بالذكرى الخامسة لانتصار الجيش العراقي على التنظيم واخراجه من جميع المناطق التي احتلها في البلاد عام 2014 .
وبهذه المناسبة، أعد فريق من الخبراء بالأمم المتحدة تقريرا عن جرائم داعش ودوره فى استخدام أسلحة كيماوية وذات دمار شامل فى العراق إبان مرحلة سيطرته على مناطق بشمال وغرب العراق حيث أوضح الخبراء أن التنظيم قام بتصنيع وإنتاج صواريخ وقذائف هاون وذخائر للقنابل الصاروخية ورؤوس حربية كيماوية وأجهزة متفجرة كيماوية يدوية الصنع.
في المقابل، أشار التقرير إلى أن نفقات التنظيم "تتجاوز إيراداته الحالية" .. موضحاً أن مصادر إيراداته تشمل "أعمال الابتزاز، والاختطاف طلباً للفدية، والزكاة، والتبرعات المباشرة، والدخل المتحصل من التجارة، والاستثمارات".